خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تدشينه استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 على مسرح الجلاء بالعاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، أثار سخرية روّاد الشبكات الاجتماعية الذين اعتبروا أن الخطاب تاريخيٌّ لما جاء فيه من تصريحاتٍ وُصفت بالغريبة. ورغم مطالبات الكثيرين من الإعلاميين المواليين للرئيس المصري بعدم الخروج عن النصّ المكتوب، وعلى رأسهم إبراهيم عيسى، الذي عاتبه أكثر من مرّة لخروجه عن النص، خوفاً من سخرية الشبكات الاجتماعية، كما حدث وتكرّر من قبل، إلّا أن الرئيس المصري لم يلتزم بذلك. "إنتوا مين.. لو بتحبوا مصر اسمعوا كلامي أنا بس.. صبّحوا على مصر كل يوم بجنيه من الموبايل.. والله العظيم لو ينفع اتباع لاتباع عشان مصر"، كانت هذه أبرز اللقطات الساخرة في خطاب الرئيس المصري والتي تلقتها الشبكات الاجتماعية بالتعليقات الساخرة. وكانت جملة " إنتو مين؟"، والتي ذكرت بجملة العقيد الراحل "معمر القذافي" الشهيرة، من أكثر الجمل التي لاقت اهتمام الشبكات الاجتماعية، حيث شبهها الكثيرون بطريقة خطابات القذافي الشهيرة، والتي تحوّلت جملة "من أنتم"، للأغاني والمقاطع الساخرة من طريقة وفكر الديكتاتورية العسكرية. وطالب السيسي المصريين بعدم الاستماع لكل الأصوات المحيطة، سواء في المنطقة أو المصريين المعارضين، وقال "لو بتحبوا مصر اسمعوا كلامي أنا بس"، ليقارنها الكثير من الناشطين الإسلاميين بقول فرعون في القرآن "ما أريكم إلا ما أرى"، ورآها باقي الناشطين دليلاً على عدم إيمان السيسي بحرية الرأي والاختلاف، على عكس ما يصرّح دائماً. وفور انتهاء الخطاب، دشّن مؤيدو السيسي من حسابات ومواقع خبرية هاشتاغ #مش_هنسمع_غير_السيسي، لتؤمن على طلبه، أنهم لن يسمعوا لأحدٍ غيره، ووداعاً لعالم الديموقراطية وتعدد وجهات النظر، والعجيب أن هذا جاء في خطاب يدعو فيه السيسي للاصطفاف والوحدة بين المصريين، وكأنه يعني بالوحدة التوحّد على وجهة نظره والاصطفاف خلف آرائه، في الوقت الذي سخر فيه المعارضون "متسمعش كلام أمك ولا أبوك.اسمع كلام السيسي بس". صبّح على مصر بجنيه وجاءت فكرت الرئيس المصري لمواجهة المشكلة الاقتصادية، باقتراح تبرُّع كل مصري بجنيه من رصيده كل صباح، وقال "لو كل مصري صبّح على مصر بجنيه من موبايله هيبقى معانا 10 مليون يومياً "، لتملأ الشبكات الاجتماعية سخرية. أما تصريحه: "والله العظيم لو ينفع اتباع لاتباع عشان مصر"، والذي قاله للاستدلال عن مدى إخلاصه وتفانيه في العمل لصالح الدولة، فجاء مثار دهشة من الفكرة، فكيف لرئيس دولة أن يقول أنه مستعدٌّ لبيع نفسه، ورآها الناشطون انتقاصاً لمنصب الرئاسة، ولو حتى في معرض سخرية.