فتح الشيخ محمد بن ناصر السحيان، إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنوّرة بالمملكة العربية السعودية، النّار على نظام السيسي كبير الانقلابيين ومن معه، متّهما السلطة الحالية في مصر بتنفيذ مطالب اليهود والنصارى للإطاحة بحكومة الرئيس المعزول محمد مرسي في مصر. قال السحيان في درس ديني بالمسجد النبوي تمّت إذاعته على موقع (يوتيوب): (مصر أمّة الاسلام، يعملون فيها على نشر الكفر والإلحاد والزندقة، الكافرون وراء هذه المؤامرة)، وأضاف: (يقتلون المسلمين في مصر وبلاد الشام، وعلى الجميع أن يتخلّص من التعاون مع اليهود والنصارى، نتمنّى أن يعلن رجل قوي من حكّام المسلمين الجهاد في سبيل اللّه). وفي سياق آخر، وصل (الانبهار) بشخصية الفريق عبد الفتّاح السيسي قائد الانقلاب على الشرعية في مصر بين كثير من السيّدات في بلاده إلى حالة تجاوزت كلّ الحدود في التعبير عن الإعجاب بشخصية الرجل الذي بات في نظر قطاع كبير من المصريين (بطلا شعبيا) عقب إطاحته بالرئيس محمد مرسي من السلطة في جويلية الماضي. واستغلّت السيّدات في إطار الترويج للدستور وظهرت إحداهن وهي تقول: (ما دام السيسي موافق عليه إحنا موافقين). وكان الفريق السيسي قد وجّه في كلمة له قبل ثمانٍ وأربعين ساعة من الاستفتاء على مشروع الدستور الدعوة إلى نساء وفتيات مصر بشكل خاص من أجل قيادة عائلاتهن وحثّهن على النزول للتصويت في الاستفتاء على الدستور. ولاقت الدعوة تجاوبا كبيرا بين السيّدات في مصر، واللاّئي ربما تجاوز عددهنّ أعداد الرّجال المشاركين في الاستفتاء الذي جرى على مدار يومين، ووصل الأمر إلى حدّ قيام بعضهنّ بالرّقص أمام لجان الاستفتاء ورفع صور السيسي، في مشهد كان محلّ انتقاد وسخرية من المقاطعين للاستفتاء. وتداول نشطاء على موقع (يوتيوب) مقطع فيديو لسيّدة في طابور الاستفتاء وهي تعبّر عن إعجابها الشديد بشخصية السيسي، قائلة: (الفريق السيسي قال لستّات مصر: انزلو.. ونزلنا إحنا وعيالنا ورجالاتنا.. ولو عايز حاجة ثانية يقول سيجدنا عند حسن ظنه). وأثار الفيديو تعليقات لم تخل من السخرية على موقع التواصل الاجتماعي، وعلّق أحدهم قائلا: (إنتو مش بتصنعو فرعون إنتو بتصنعو إله)، وقال آخر متّهكما من تصريح السيّدة: (وبعدين بتزعلو من التحرّش)، فيما كتب ثالث: (نساؤهم حبلى بنجمك، عليه العوض ومنه العوض.. ربّنا يهدي هو هيعوز إيه تاني بس). فيما تداول نشطاء مقطع فيديو ثانيا لسيّدة عبّرت فيه عن سعادتها بالتصويت بالموافقة (نعم) على الدستور، وقالت: (الدستور جميل، فهو يضمن تحسينات في المعاشات)، مضيفة: (أنا من أحباب السيسي، وزير الدفاع الفريق أوّل عبدالفتّاح السيسي، ولو رزقني اللّه طفلا سأسمّيه باسم وزير الدفاع). وعبّر البعض عن تجاوبه مع الدعوة بصورة لم تخل من (إيحاء جنسي) كانت مدعاة للتندّر والفكاهة بين المصريين، كما فعلت كاتبة في جريدة (المصري اليوم) عندما كتبت: (طالما السيسي قاللنا ننزل يبقى هننزل، بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر، يكفيه أن يغمز بعينه بس أو حتى يبربش سيجدنا جميعا نلبّي النداء، هذا رجل يعشقه المصريون، ولو عايز يقفِل الأربع زوجات إحنا تحت الطلب، ولو عايزنا ملك اليمين ما نغلاش عليه واللّه). ولم يقتصر الأمر على النّساء، فقد كتب الشاعر مختار عيسى قصيدة امتدح فيها الفريق السيسي تحت عنوان (نساؤنا حبلى بنجمك) نشرتها صحيفة (الوطن) الكويتية في نوفمبر الماضي، ما أثار جدلا واسعا، وقال فيها: (حتما تجيء.. نورا يزغرد في الحَلكْ.. فتزفنا خُضرا إلى أسمائنا الأولى.. وتفك أسر أميرتكْ.. يا سيدي.. الخفق لكْ.. والعزف لكْ.. خُذنا معكْ.. فنساؤنا حبلى بنجمك في الفلك).