بعض الألسن الخبيثة تقول إن سبب عزوف النواب عن حضور جلسة مناقشة محافظ البنك محمد لكصاصي داخل البرلمان، هو سماعهم أن وجبة اليوم هي لوبيا! هذا ما تقوله تلك الألسن، وهي تدرك تمام الإدراك أن تحمس النواب للمجيء مرهون بما يقدم من أحسن الأطباق وألذها للبطون، فالبطن هو الذي يحمل الرجلين (والكرعين) وليس العكس للبرلمان ولكل مكان لكي تغني الرأس على 30 مليون كأجرة شهرية ومزايا بثلاثة أضعاف والجزم بأن كل الأحوال لاباس! الأصل أن وجبات البرلمان متميزة ودسمة وغنية فيها من كل الثمرات والغلات أحسنها وأرخصها أيضا، لأنها شبه مجانية كوجبات الطلبة في الجامعات والتلاميذ في المدارس! والوجبة في كل الأحوال سبب رئيسي من أسباب الإقبال على الدراسة! وهذا الأمر جربه قبلنا الروائي الطاهر وطار مع الأدباء والشعراء وأشباه المثقفين، فقد كان رحمة الله يستدرجهم بصالونه بطبخ الدجاج، قبل أن يقطع عليهم "الصبة" بعد أن غلا سعر الدجاج فانقطعوا عن الأدب وغادروا الصالون وهم له شاتمون! وعندما تقرر إدارة البرلمان تقديم صحن لوبيا للنواب وهذا في حضرة محافظ بنك الجزائر، أي أبو الدينار (الراڤد)، فإن هذه الخطوة لايمكن فهمها إلا من وجهتين، الوجهة الأولى أن رئيس البرلمان العربي ولد خليفة يريد أن يعطي انطباعا لمحافظ البنك بأن النواب لايبذرون، لأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين! وهم يمارسون التقشف وشد الحزام قبل غيرهم ولهذا يأكلون اللوبيا والعدس والبصل والفول! الوجهة الثانية أن البرلمان برمته يريد أن يخدع الناس أجمعين بالتأكيد على كون نواب البرلمان جاءوا بواسطة قانون من الشعب وبالشعب الى الشعب، وبالتالي هم يأكلون مثل شعيب لخديم، ومع ذلك فإن قطاعا هاما من الجزائريين مازالوا يكابدون من أجل اقتناء اللوبيا بعد أن لحقت بقائمة نصف الأثرياء وخرجت من يد الفقراء حتى وصلت إلى النواب، لكن تنفخ لهم البطون مثلما ينفخون كلاما سامجا وغير مفهوم!