توقيف 15 شخصا و إصابة 29 بجروح في إحتجاجات على قرارات هدم سكنات هشة بعنابة عاشت ضاحية سيبوس ببلدية عنابة طيلة نهار أمس على وقع موجة إحتجاجات عارمة، حيث إصطدمت عملية تهديم البناءات الفوضوية التي قامت بها السلطات العمومية منذ الساعات الأولى لفجر أمس برد فعل عنيف من المواطنين ، الذين اعترضوا الجرافات التي سخرتها مصالح البلدية بحضور القوة العمومية مما خلّف مواجهات عنيفة أسفرت عن تسجيل 29جريحا حول 18 منهم إلى المؤسسة الإستشفائية، مع تسجيل إغماءات و محاولات انتحار جماعي وسط العائلات المتضررة من حملة الهدم في الوقت الذي سارعت فيه المصالح الأمنية إلى تعزيز تواجدها بفرق مكافحة الشغب عبر كافة المحاور، مع شن حملة اعتقالات تم على إثرها توقيف 15 شخصا من المتظاهرين، أغلبهم من أرباب العائلات. و تم إقتيادهم إلى مقر الأمن الحضري للتحقيق معهم، و لو أن الإحتجاجات ظلت متواصلة إلى غاية الساعة السادسة من مساء أمس. وجاءت هذه الحركة الإحتجاجية تنفيذا للقرارات التي إتخذتها السلطات المحلية، و الرامية إلى تبديد المخاطر المحدقة بقاطني تلك البنايات المجاورة لوادي سيبوس خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ، حيث كشف مصدر من بلدية عنابة للنصر مساء أمس أن أزيد من سبع بلديات عبر الولاية، يقطنها ما يقارب نصف سكان الولاية، مصنفة ضمن خارطة المناطق المعرضة لأخطار الفيضانات، بعد تسجيل العديد من الكوارث بها، الناجمة أساسا عن سيول المطر وتدفق مياه الوديان إلى جانب ما يتهدد حياة السكان المقيمين بجوار أنبوب الأمونياك بمركب فيرتيال للأسمدة الآزوتية.و سجل أمس رفض عشرات العائلات بحي سيبوس الانصياع إلى أوامر السلطات بإخلاء سكناتهم التي شيدت بطريقة غير شرعية وإخراج أثاثهم قبل الشروع في عمليات التهديم والإزالة لها مهددين بالانتحار الجماعي من فوق البيوت الفوضوية باستعمال مادة البنزين و قارورات غاز البوتان في محاولة منهم لتصعيد الوضع وقيام آخرين بتقطيع أجسادهم بشفرات الحلاقة مما تسبب لهم في جروح تطلبت نقلهم إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد لتلقي الإسعافات اللازمة من قبل سيارات الإسعاف التابعة لمصالح الحماية المدنية بعد توقيفهم مباشرة من طرف قوات الأمن التي طوقت الحي بالكامل منذ الصباح الباكر . و طالب المحتجون بمنحهم سكنات اجتماعية لكونهم من أبناء حي سيبوس وليسوا غرباء عنه وكلهم أرباب أسر، المطلب الذي قوبل بالرفض من طرف مسؤولي الدائرة والبلدية الذين أكدوا وجود العديد من الغرباء القادمين من ولايات مجاورة قاموا ببناء سكنات فوضوية بالحي من اجل التحايل على السلطات والاستفادة من السكن.وكان العديد من سكان حي سيبوس قد طالبوا عقب عملية الترحيل الأخيرة بتهديم كل البيوت الهشة الكائنة بحي سيبوس ، التي استفاد أصحابها من سكنات اجتماعية ضمن حصة 100 مسكن المفرج عنها مؤخرا لم يتم تهديمها خلال عملية الترحيل الأخيرة ، لأسباب مختلفة ، وحذرت هؤلاء السكان من استغلاها مرة أخرى ، من قبل أشخاص غرباء عن المنطقة ، بنية الاستفادة من الحصص السكنية التي سيتم انجازها مستقبلا ، لفائدة سكان سيبوس ، كما طالبت مصالح بلدية عنابة بتهديم جميع البيوت الغير لائقة ، التي استفاد قاطنيها من مساكن اجتماعية جديدة ، وإجراء تحقيق ميداني في القضية من جهتهم دعا بعض الموطنين المنحدرين من الحي المذكور إلى إزالة تلك البيوت وتهديمها خوفا من استمرار تفريخ البناءات الفوضوية وتحويل الحي إلى بؤرة للبناءات العشوائية ، من أجل الظفر بشقق في إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة، لهذا طالب هؤلاء السكان الجهات الوصية، بالإسراع والتدخل لوضع حد لهذه التجاوزات. ص / فرطاس