وكالات - لم تكن طائرة "آر كيو - 4 جلوبال هوك" التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني، الخميس، طائرة بسيطة؛ إذ كلّفت صناعتها 220 مليون دولار. وتعد الطائرة بدون طيار من الصناعات العسكرية الاستراتيجية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في الحصول على المعلومات من أماكن مختلفة حول العالم، والبحار والمحيطات، والتجسس والمراقبة. وتصل تكلفة طيران ساعة واحدة من "جلوبال هوك" في الأجواء إلى نحو 28 ألف دولار، وتحلّق في الجو لمدة 34 ساعة متواصلة. ويوجد على الطائرة الضخمة عدد من أجهزة المراقبة المتطورة؛ أبرزها رادار عالي الدقة، وكاميرا رقمية ضوئية، ومستشعر للأشعة تحت الحمراء. وتتيح الطائرة التشويش الإلكتروني على الدفاعات المعادية، وإرسال معلومات حول الكوارث الطبيعية، والمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وجمع بيانات الطقس والأحوال الجوية. وتستطيع الأجهزة المتطورة الموجودة على الطائرة التي صنعتها "نورثمان غروب" الأمريكية اكتشاف الأجسام التي يبلغ طولها 30 سنتيمتراً أثناء الطيران على ارتفاع يقترب من 20 كيلومتراً. وتتميز الطائرة بالعمل في جميع الظروف الجوية دون توقف، والحصول على صورة رادارية دون أي تشويش، إضافة إلى إمكانيتها إطلاق النار على أي هدف وإصابته بدقة، والكشف والمسح عن الأهداف المتحركة ضمن 100 كم. ويصل طول الطائرة 14.5 متر، وعرض أجنحتها 34 متراً، وارتفاع هيكلها 4.6 أمتار ، بينما يبلغ وزنها 6.7 أطنان، وتبلغ سرعتها 357 ميلاً في الساعة، ويبلغ مداها 12300 ميل، كما يبلغ أقصى ارتفاع يمكنها الطيران خلاله 18.3 كم. ساعدت الطائرة الاستراتيجية على توفير المعلومات العسكرية والأمنية للجيش الأمريكي خلال عدد من الحروب؛ أبرزها غزو العراق، والحرب في أفغانستان، واليمن، كما استخدمت لجمع معلومات عن قادة تنظيم القاعدة، واستُخدمت في مناطق شمال أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ. وتحطمت جلوبال هوك قبالة ساحل إسبانيا، في 26 يونيو 2018، أثناء تنفيذها لعمليات روتينية في منطقة عمليات الأسطول الأمريكي السادس. وفي وقت سابق الخميس، قالت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، في بيان، إنها أسقطت طائرة مسيرة من طراز "جلوبال هوك"، تابعة للقوات الجوية الأمريكية، تحلّق فوق ساحل مدينة كوه مبارك، بولاية هرمزغان، المطلة على خليج عمان. وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً من قبل الولاياتالمتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى؛ من جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي (المبرم في 2015) إثر انسحاب واشنطن منه، وكذلك اتهام سعودي لها باستهداف منشآت نفطية عبر جماعة الحوثي اليمنية. وتزايد التوتر، مؤخراً، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.