اشتعل الصراع مرة أخرى وسط حزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران، على خلفية التنافس المحموم الدائر بين بعض المترشحين بخصوص رئاسة المجلس الشعبي الولائي وأيضا البلدي، وهي الوضعية التي من المنتظر أن يفصل فيها الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم شخصيا نهار الغد، حيث ينتظر نزوله بعاصمة الغرب الجزائري، قصد تنشيط تجمع شعبي بالسانيا، علما أن هذا الصراع الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة أحدث شرخا حتى وسط البرلمانيين وأيضا الأعضاء في مجلس الأمة الممثلين لعاصمة الغرب الجزائري، بالنظر إلى عدم توافق رؤيتهم حول المرشحين للمنصبين المذكورين. أفادت مصادر من داخل محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران، أن مجموعة من التكتلات تشكلت في الآونة الأخيرة بين عدد من المناضلين والفاعلين في الساحة المحلية بهدف الفصل أو البت في تقديم مرشح عن الحزب العتيد لرئاسة المجلس الشعبي البلدي لوهران ونظيره المتعلق بالمجلس الشعبي الولائي، هذا الأخير الذي يتنافس عليه أكثر من 3 أسماء لم تحظ بإجماع مطلق وسط المناضلين، وهذا على خلاف التقاليد التي كانت تميز حزب جبهة التحرير الوطني بعاصمة الغرب الجزائري في وقت سابق. وكشفت مصادر موثوقة لجريدة “البلاد" أن التنافس الكبير الذي تعرفه أروقة حزب جبهة التحرير الوطني يتعلق برئاسة المجلس الشعبي البلدي، حيث يتنافس عليه ثلاثة مترشحين هم العضو السابق في مجلس الأمة ابراهيم الطيب حسن الذي يلاقي شيئا من الدعم من قبل جماعة كبيرة محسوبة على الخط المعارض للأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم وأيضا من طرف مجموعة أخرى من خارج الأحزاب الأخرى مثل جبهة المستقبل المشكلة من مناضلين سابقين في جبهة التحرير الوطني، إضافة إلى المير الحالي حصام زين الدين الذي ينظر إليه على أساس أنه مرشح الإدارة بحكم العلاقة شبه الوطيدة التي تجمعه بالمسؤول التنفيذي الأول عن عاصمة الغرب الجزائري عبد المالك بوضياف وحتى من طرف بعض المرشحين الآخرين، في حين يعتبر الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي البلدي لوهران نورالدين بوخاتم واحدا من المتنافسين أيضا على هذا المنصب، خاصة أنه يلاقي دعما مطلقا من طرف جهات مركزية داخل الحزب، وفريق كبير محسوب على منظمة المجاهدين بعاصمة الغرب الجزائري. وعلى مستوى المجلس الشعبي الولائي، قالت مصادر “لبلاد" إن الصراع يكاد يكون محدودا بين اسمين فقط هما المحاميان عبد اللطيف ضف الذي يلاقي مساندة من طرف كتلة من البرلمانيين وأيضا بعض المترشحين الآخرين، إضافة إلى الأستاذ عبد القادر معروف الذي يعتبره البعض واحدا من القادرين على إحداث توازن منطقي داخل كتلة المنتخبين لحزب جبهة التحرير الوطني في حال ضمن الأخير الأغلبية المطلقة داخل هذه الهيئة المنتخبة، بحكم الرزانة الكبيرة التي يتمتع بها، فضلا عن أنه يعتبر من الوجوه القديمة في حزب جبهة التحرير الوطني. ومن المحتمل جدا أن يعقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني غدا الأربعاء لقاء خاصا مع أعضاء اللجنة المركزية الممثلين لولاية وهران، للبت في هذه المسألة التي بدأت تلقي مجموعة من الانعكاسات السلبية على الحملة الانتخابية، خاصة أن شبه صراع بارد صار يميز العلاقة بين هذه التكتلات وأيضا المتنافسين على المناصب المذكورة.