أعرب العديد من أولياء التلاميذ بولاية الشلف عن مخاوفهم ورسمهم علامات الاستغراب حيال مصير أولادهم بعد أيام قليلة من الدخول المدرسي الجديد الذي وصفوه بالمضطرب وغير المستقر، الباعث على الاشمئزاز، حسب حديثهم ل ''البلاد'' التي استطلعت آراء الوسط التربوي، على خلفية تأخر وتيرة أشغال عدد من المؤسسات التربوية وتحول هذه الأخيرة إلى ورشات تزامنا مع العام الدراسي الجديد. حيث أربك جموع التلاميذ وجعلهم يؤشرون لصعوبات كبيرة في التمدرس وما تحمله هذه الصعوبات من خطورة على التحصيل العلمي، وبدت بعض المؤسسات التربوية في وسط مدينة الشلف في حالة شلل، حيث تم إجبار جيوش المتمدرسين على مواجهة الأمر الواقع، على غرار ماتعيشه مدرسة دحماني الجيلالي الواقعة في حي النصر في الضاحية الجنوبية لمدينة الشلف، حيث امتنع السواد الأعظم من الآباء، عن قبول تمدرس أبنائهم في مثل هذه الظروف التي عادة ما يعرفها قطاع التربية في ولاية الشلف، كونهم يزاولون دروسهم وسط أشغال شاقة باشرتها مقاولات في ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير صائبة، غير أن هؤلاء الأولياء الذين وجدوا صعوبة في التعاطي مع هذه الوضعية، عادوا إلى القول إن المصالح الرسمية أرغمتهم على قبول سياسة الأمر الواقع بسلبياتها ومشاكلها المعقدة التي لا يمكنها إلا أن تثير المخاوف على مستقبل أولادهم، وقال أحدهم إن ذات الوضعية ادخلت عائلته في حيرة غير مسبوقة، قبول الوضع الحالي وإرغام ابنه على العودة إلى مقاعد الدراسة أو البقاء في المنزل احتجاجا على نقله إلى مؤسسة أخرى بعيدة عن مقر سكناه بحجة خضوع مؤسسته القديمة إلى ترميمات مع بداية الدخول المدرسي، وهو نفس الموقف الذي ابداه عشرات الأولياء ممن تحدثوا إلينا، حاملين شعارات قوية تضمنت، ''ماذا عسانا العمل وسط هذه الظروف المعقدة التي تتحمل مديرية التربية تبعاتها''، والا كيف نفسر -يقول محدثونا- بقاء أمام مؤسسات تربوية قيد الانجاز، بقايا مواد البناء والقمامة في فناءات المدارس الابتدائية، والتي تشكل هاجسا حقيقيا لدى هؤلاء التلاميذ، طالما أن هذه البقايا تحتل جزءا من حرية التلاميذ، أمام تراخي المقاولات المكلفة بإعادة بناء مدارس جديدة مكان القديمة المشيدة بالبناء الجاهز ''البراريك ''، الذي تجاوزه الزمن بعد مرور اكثر من 29سنة على تركيبه. هذه الوضعية لا تبدو منعزلة وتنحصر فقط على الطور الابتدائي الذي يعرف مشاريع استبدال المؤسسات القديمة الآيلة للانهيار بأخرى جديدة تبعا لبرنامج رئيس الجمهورية القاضي بإزالة كل ما هو قديم في هياكل قطاع التربية في ولاية الشلف، بل تتشابه الوضعية في بلديات أخرى، حيث مست متوسطات وثانويات كما هو الحال في بلدية المرسى الساحلية، التي تفتقر، للأسف الشديد، إلى كل شيء، إذ يواجه أولياء التلاميذ هناك صعوبة في مواجهة الأمر الواقع الذي تمليه مخاطر ثانوية جديدة بالمنطقة لم يتم إتمام اشغالها وفق المعايير المطلوبة وتمت الموافقة على افتتاح أبوابها في وجوه التلاميذ وماتمثله الوضعية من خطورة كبيرة على صحة التلاميذ بسبب نقص أدنى الخدمات التربوية، التي تسمح لهؤلاء المتمدرسين بترقية تحصيلهم العلمي. مع العلم أن قطاع التربية في الشلف استلم مع بداية الموسم التربوي الجديد، 10متوسطات و 4 ثانويات، في الوقت الذي تشير الوضعية الحالية إلى بلوغ الاكتظاظ مبلغه، حيث بلغ معدله 41بالمائة عبر تراب الولاية.