انتقل أول أمس إلى رحمة الله الأخ مصطفى بوقرة بعد صراع مع مرض وقد اجتمع في تأبين المرحوم قادة العمل الإسلامي الرسمي والعلني في الجزائر بداية بالشيخ أبو جرة سلطاني وكذا الشيخ عبد الله جاب الله ثم فاتح ربيعي وانتهاء بمحمد جهيد يونسي وآخرون لا اعرفهم الله يعرفهم . و لا اذكر ان اجتمع هؤلاء كما اجتمعوا في توديع الأخ مصطفى بوقرة إلا في مأتم كما حدث عندما اجتمعوا لتوديع الشيخ محفوظ نحناح و الشيخ احمد سحنون عليهما رحمة الله . وكأن قدر الإسلاميين في الجزائر ألا يجتمعوا إلا في المآتم والجنازات ولتوديع بعضهم أو بعض أعضائهم . ولكن والحالة هذه لا احد يمكنه أن يجزم بأن الأخ مصطفى بوقرة الذي اجتمع حوله الذين آلت إليهم أمانة الدعوة والعمل الإسلامي وهو راحل إلى ربه أن يجتمعوا حوله وهو مقبل على الحياة أو مقبل على أمر فيه حياته وحياتهم . و أنا صغير علمني الذين تعهدوني بالتربية والرعاية أن اقبل على الحياة وان أحسن صناعة الحياة كما أحسن الإقبال على الآخرة فكانت لدى جيلي من الشباب أفكارا مطبوعة، ولكن سرعان ما تآكلت في ظل واقع رديئ وبفعل أفكار موضوعة أغارت علينا على غرار الاجتماع في المآتم والجنازات و الأزمات اكتفاء وكان الحياة اختصرت اختصارا اخل بمعناها الواسع الرحب في تأبينية أو تشييع جنازة فتحولت الحياة من معناه المطبوع إلى معناه الموضوع فأضحت جنازة فهل سيورثنا قادة العمل الإسلامي في الجزائر مجددا معاني الحياة .