حسناء شعير تكرم الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي التي تنطلق هذا السبت، مجموعة من الفنانين والمثقفين الجزائريين والأجانب نظير ما قدموه من إبداعات فنية وثقافية ونضالهم ضد الاستعمار الفرنسي. وسيكون المهرجان الذي ينظم في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، موعدا لاستذكار أجمل مشاهد هؤلاء المكرمين ممن شهدوا على ميلاد السينما والمسرح في الجزائر، ومن بينهم رحل ومنهم ما يزال على قيد الحياة وعلى رأسهم الفنانة خديجة بن عبيدة أو نورية قصدرلي، وهو الاسم الذي أطلقه عليها علال المحب في بداية الأربعينيات. ورغم تقدمها في السن، لا تزال تتنفس الفن والتمثيل وتحب أضواء “الكاميرا” وهي التي أصبحت تشكل علامة بارزة واستثنائية في مسار المسرح الجزائري الذي يلقبها ب”زهرة الخشبة الجزائرية”. كما تكرم التظاهرة التي تشارك فيها 12 دولة عربية ب 12 فيلما روائيا طويلا، بالإضافة إلى 14 فيلما قصيرا من 9 دول عربية. ويستذكر المهرجان هذا العام أيضا، الفنانة الراحلة عائشة عجوري أو “كلثوم”، وهو الاسم الذي اشتهرت به إلى جانب تسميتها ب”سيدة الركح الجزائري”. ووسيتم أيضا تكريم الراحل سيراط بومدين أو “شعيب الخديم” الذي غيبه الموت عام 1995 تاركا وراءه أعمالا لا تزال تحفظ له العهد عند محبيه من الجمهور الجزائري باعتباره كان أقدر من غيره على تقمص جميع الأدوار في عدة مسلسلات فكاهية منها “عايش بالهف” و”شعيب الخديم” وغيرها. ويكرم أيضا الفنان رشيد فارس الذي رحل عن جمهوره منذ أشهر بعد صراع مع المرض. ومن بين المكرمين أيضا المخرج والناقد السينمائي محمد بن صالح والسينمائي الحاج بن صالح، إلى جانب كل من السينمائي الإيطالي “جيلو بونتيكورفو” والمخرج الفرنسي “روني فوتيه” من خلال استعراض مشواره الذي يقترن بمجريات الثورة الجزائرية، ابتداء من 1956، حيث ظل الرجل ملازما لتحركات المجاهدين، حاملا بدل الرشاش “كاميرته”، يصوبها نحو الثوار تارة والعدو الفرنسي تارة أخرى، حينما كانت آلته العمياء تضرب القرى والمداشر. وسيكون للتظاهرة السينمائية وقفة تكريمية لسفير الأدب الجزائري بوعلام بسايح وهو صاحب مؤلف “من الأمير عبد القادر إلى الإمام شاميل” وكتاب “بطل الشيشان والقوقاز”، بالإضافة تكريم المجاهدة زهرة ظريف بيطاط. من ناحية أخرى، يخصص المهرجان نافذة لعرض أشهر الأفلام الجزائرية والأجنبية التي أرخت لثورة التحرير تحت عنوان “بانوراما الأفلام الثورية”. وستعرض هنا أفلام “بن بولعيد” لأحمد راشدي و”ملحمة الشيخ بوعمامة” لبختي بن عمارة و”وقائع سنين الجمر” لمحمد لخضر حامينة، و”خارجون عن القانون” لرشيد بوشارب و”لقد التحقوا بالجبهة” ل”جان اسلماير”، بالإضافة إلى “معركة الجزائر” للإيطالي “جيلو بونتي كورفو” و”الوشاح المحروق” ل”فيفيان كاندا”، والعديد من الأعمال الأخرى. وإلى جانب العروض السينمائية، تمت برمجت ملتقى علمي حول “الصورة والذاكرة والتاريخ والثورة” بمركز البحث في “الانتروبولوجيا” الاجتماعية والثقافية من تنشيط مؤرخين وسينمائيين.