كل المؤشرات لا تبعث على الارتياح في حزب الجبهة الوطنية الجزائرية بولاية عين تموشنت، الذي يعيش هذه الأيام على وقع فوضى لم ينجح موسى تواتي ووفده المركزي في وأد الفتنة السائدة في هياكل حزبه بذات الولاية.وكشفت زيارة تواتي الأخيرة التي قادته إلى عين تموشنت عن فشله في محو الخيبة التي دبت في أوساط مناضليه، حيث كان قد عقد مؤتمرا إقليميا للمنتخبين المحليين والناشطين في حزبه على مستوى الجهة الغربية، قابله حضور محتشم لم يتخط 200شخص كانوا موجودين في القاعة. وهو المشهد الذي جسد حالة الضياع التي تعيشها أسرة الأفانا في الولاية المذكورة، وجعلت تواتي يقر بالفشل الذريع في تعبئة أتباعه بالصورة التي كان يحاول إظهارها للرأي العام والطبقة السياسية، تحسبا لمواعيد هامة تأتي في صدارتها استحقاق التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المرتقب خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي المقبل. وهي المناسبة التي علق عليها أمالا طويلة لإعادة اللحمة بين المنتخبين وتحقيق الوحدة الحزبية بينهم من أجل أن تقول ''الأفانا'' كلمتها في الانتخابات المقبلة انطلاقا من محطة ''السينا''. في السياق ذاته، قالت مصادرنا إن موسى تواتي نقل إلى الأمانة الولائية لحزبه بعين تموشنت غضبه من الحالة التي آلت إليها تشكيلته في الولاية، متهما بعض الأطراف بأنها كانت مصدرا لمشاكل الجبهة الوطنية الجزائرية وسببا في عزوف عدة مناضلين في تعزيز هياكل الحزب على مستوى الولاية مع تسبب من وصفهم ب''قناصي'' الفرص في هجرة منتخبين والتحاقهم بتشكيلات سياسية أخرى باتت مرشحة للفوز بمنصب سيناتور ولاية عين تموشنت. هذا الموقف الذي كان أبداه تواتي، عزز خرجة منتخبين كانوا تخلوا عن الحزب على خلفية غياب جهود تحفيز وتشجيع نشاطات المنتخبين عبر المجالس البلدية، مع انعدام حلقات التواصل بين الأمانة الولائية والمنتخبين ناهيك عن عدم دفاع الأمانة الولائية عن حقوق المنتخبين الذين عادة ما يتعرضون -حسبهم- إلى ضغوطات رهيبة من قبل الإدارة المحلية التي تحاول ثنيهم عن مواصلة العمل ضمن كوكبة الأفانا، كما وقع ذلك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدت ترشح رئيس الجبهة موسى تواتي والذي حل بدوره في الخانة الثالثة بعد حنون. علما أن تواتي كان قد صرح من عين تموشنت قبل عشرة أيام بأن حزبه عبارة عن تكتل من المرشحين المستقلين وليس جمعية من الانتهازيين وقناصي الفرص وجماعات المصالح، حاثا الجميع في الولاية على التوزان المطلوب خصوصا مع اقتراب استحقاق مجلس الأمة الذي عرى عيوبه بلغة حملت رسالة الرافض لتشتت حزبه في هذه المرحلة قائلا ''إن الانتخابات المقبلة ستكون كسابقتها بدون منازع من شراء الذمم وأصوات المنتخبين''.