انقلب اجتماع الجبهة الوطنية الجزائرية التحضيري لإعادة هيكلة الأفانا بوهران، أول أمس، إلى معركة تلاسن وشجار محتدم في حضور موسى تواتي، حيث أغلق الباب في وجه البرلمانيين شعابني فتح الله ومخالدي محمد لحضور الأشغال، وصادق المحتجون الموالون لمحمد زروقي، عضو المكتب الوطني، على منع النائبين بالمجلس الشعبي الوطني من الترشح في انتخابات 2010وهو الأمر الذي طعن فيه موسى تواتي في نهاية الاجتماع الذي صعد إلى منصته بعد اشتباكات بين الإخوة الأعداء بالحزب، معلنا عدم شرعية اللقاء بما أنه تسبب في منع البرلمانيين من الدخول إلى قاعة الفتح. وأسمع مناضلو الأفانا، وفيهم المنتخبون المحليون، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ما لا يرضيه، حيث خاطبوه في أعقاب انسحابه من القاعة أن لغة ''الشكارة'' لدخول الحزب لم تعد ورقة رابحة، حيث كسرت التشكيلة السياسية، وكان كافيا أن ينطق موسى تواتي بتأسفاته بعد استماعه إلى انشغالات الحاضرين للاجتماع الرافضة للبرلمانيين شعباني ومخالدي، عن الخلاف الذي لا يخدم الأفانا، مؤكدا إنهاء مرحلة الارتجالية وإلزامية استقطاب المناضلين وليس المهرجين، في اعتراف صريح منه بوجود أطراف لا تخدم الأفانا. وكان لقرار تواتي عدم الاعتراف بشرعية اللقاء التحضيري لانتخاب المكاتب الولائية والبلدية وقع كبير صعّد من غضب الحاضرين ممن حاولوا إقناع تواتي بأن النائبين مخالدي وفتح الله لم يعد لهما وزن خصوصا مع ظهورهم في الأوقات المناسباتية وحسب، حيث استشهدوا بإمام أحد المساجد لدى سردهم واقعة دفاع مخالدي في أشغال المجلس الشعبي الوطني عن الرمكة مسقط رأسه تاركا الوهرانيين والمآسي التي يتخبطون فيها رغم تزكيتهم له. كما اشتكت رئيسة بلدية بوسفر من المضايقات التي يقوم بها هذا النائب في حقها لإزاحتها من المنصب ومنحه على طبق من ذهب لفائدة منتخب من الأرندي. من جهته، أكد محمد زروقي، عضو المكتب الوطني، أن اللقاء المنظم اتبعت فيه جميع الإجراءات المنصوص عليها في مذكرة موسى تواتي، إذ نصت على استدعاء أعضاء المجلس الوطني والمكاتب الولائية والبلدية، وجميع الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية، لإعادة هيكلة المكاتب الولائية والبلدية. ومن معسكر، لم يتوان رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في توجيه أصابع الاتهام إلى عدد من مسؤولي حزبه في بعض الولايات بعد أن ''خيبوا ظنه في الانتخابات الرئاسية''. وأرجع تواتي الانتكاسة التي عرفتها الأفانا في ولاية معسكر، كما في غيرها، إلى وجود منتخبين في الواجهات الأمامية في الحزب لا علاقة لهم بتشكيلته السياسية ولا يحملون أي مبدأ في الدفاع عن الحزب الذي أوصل العديد من الأشخاص من خارج الحزب إلى كراسي المسؤولية. وجاءت اعترافات مرشح الاستحقاق الرئاسي الأخير في إطار الزيارات الميدانية التي تقوده إلى هياكله القاعدية على المستوى الوطني من أجل ''تطهير'' و''تنقية قواعده النضالية'' ممن ''ثبت في حقهم خيانة الحزب''. في ذات السياق، قال تواتي من معسكر أمام جمع من مناضليه إن الحزب منح أشخاصا في الولاية ''حصانة سياسية لا يستحقونها''، كونهم ''خانوا الضوابط التي تقوم عليها الأفانا'' وانحنى باللائمة على عدد من مسؤوليه بذات الولاية، في أعقاب تساهلهم مع هؤلاء المنتخبين المستقيلين وعدم محاسبتهم أو إبلاغ قيادة الحزب. كما شكل تواتي لجنة ولائية لمعاينة أشغال تجديد مكاتبه المحلية عبر بلديات الولاية تأهبا لاستحقاقات مقبلة، أهمها انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة أواخر السنة الحالية.