هل تعتقد أن الإنشاد الديني أخذ مكانته بين زخم الفنون الغنائية التي تغزو الفضائيات اليوم ؟ في الآونة الأخيرة وبظهور العديد من القنوات الفضائية المهتمة بالإنشاد، أصبح لهذا الطابع الموسيقي دور كبير في المجتمع، لاسيما أنه يخاطب أو يتحدث عن مواضيع حساسة بالنسبة للمجتمع، ومتعددة تهم كل شرائحه• أصبحت عديد القنوات الفضائية تهتم بهذا المجال في حين لم يكن في السابق للنشيد أية وسيلة إعلامية، إلا في المناسبات الدينية التي تبث الموشحات المتعلقة بالمناسبة، أما الآن فأصبح هناك استقلالية للنشيد من خلال الفضائيات وأصبحت قنوات عديدة متخصصة في مجال النشيد• كما أن تنوع النشيد بتنوع المواضيع عامل ساعد أيضا في انتشاره، فهناك نشيد يخاطب الشباب وآخر يخاطب المرأة، نشيد يخاطب الأطفال، الكبار•• بما أنها الزيارة الرابعة التي تقوم بها إلى الجزائر ولديك احتكاك كبير وقوي بمنشديها.. كيف وجدت المشهد "الإنشادي" في الجزائر ؟ الإنشاد في الجزائر إنشاد متميز جدا سواء من حيث الإمكانيات الصوتية أو التنسيق والترتيب، والثقافة الإنشادية العربية مستمدة من مدرسة الإنشاد الجزائري، لكن ما ينقص المنشد الجزائري هو التغييب الإعلامي والدعم المادي، فصراحة لو وجدوا هذين الأمرين لكان لهم دور كبير جدا في الساحة الإنشادية العالمية، وكما لاحظنا في الآونة الأخيرة تحصلت الجزائر على المركز الأول في برنامج منشد الشارقة، بجدارة، وهذا دلالة على أنه هناك تميز في الجزائر.. وما ينقص المنشدين الجزائريين هو قنوات إعلامية تخدمهم ليظهروا أكثروا• لكننا، لا نرى المنشدين الجزائريين في المساحات الإعلامية لمتخصصة في الفضائيات العربية؟ ألا تلاحظين أيضا أن أغلب القنوات التي تتحدثين عنها موجودة في المشرق سواء في الأردن أو في دول الخليج، فقد يكون هذا الغياب لبعد المسافة مما خلق نوعا من عدم التواصل، بالإضافة إلى أنني أشير هنا إلى ملحوظة مهمة جدا وهي أنه يوجد عند بعض المنشدين الجزائريين نوع من التقاعس، فلا يمكن للمنشد وهو جالس في بيته أن تأتي القنوات الفضائية وتطرق بابه، فهو يحتاج إلى التحرك في المواقع والمنتديات، وكذلك في التواصل مع القنوات الفضائية.. أي أن يبادر ولا يجلس ينتظر• الفيديو كليب الإنشادي هل يمكن القول إنه يحارب الفيديو كليب الغنائي؟ الفيديو كليب شيء لا بد منه إذا أردنا أن نتقدم أكثر وأن ننافس الغناء الهابط، علينا بالتوجه إلى الفيديو كليب المميز وليس البسيط.. أقصد في الإمكانيات والتصوير الراقي ودعم الفيديو كليب بشكل عام من خلال السيناريو واللحن والكلمات، لكن لا يمكن أن نقول إننا نحارب هذا النوع من الفيديو كليب، لكننا ننافس والبقاء للأقوى والأصح والأصلح، فنحن لسنا في حرب حقيقية، يوجد فن هابط ويوجد فن راق صاحب دعوة وصاحب رسالة، ونحن في رسالتنا يمكن أن نقضي على الفن الهابط، وهذا دليل واقعي لأنه الآن أصبح له شعبية وأرضية كبيرة بدليل أنه أصبح فنانو الفن الهابط يؤدون بعض الكليبات الإسلامية حتى يسحبوا البساط من تحت المنشدين• هل يزعجكم خلط الكثير من الفنانين بين الأغنية الخفيفة والإنشاد أحيانا ؟ لا نحن والحمد لله لنا ثقة كبيرة في جمهورنا، كما أنني أتأسف حين أرى محاولة هؤلاء الفنانين يؤدون فيديو كليبات أو أناشيد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، لكن بعد أسبوع يصدر منهم مع كل الأسف كليب إباحي• ولا يمكن الرد عليهم لأنهم ليسوا من مستوانا حتى نرد عليهم• مستوانا أكيد أعلى بدليل أننا نمدح خير الناس صلى الله عليه وسلم فمن مثلنا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرنا يمدح فلانة أو فلان، فمواضيعهم واحدة محصورة في "بنت حبتني و تركتني وراحت خانتني" كله على الخيانة وهكذا.. أما نحن فالحمد لله، نبث الكلمة الطيبة وهذا موضوع أعتقد لا يمكن أن نضيع الوقت فيه لأن الناس أصبحوا يميزون• وثقافة الناس أصبحت ثقافة واعية، وفي نفس الوقت فطرة الإنسان هي فطرة خير والله سبحانه وتعالى فطر الناس عليها• بحكم معرفتكم بالمنشدين الجزائريين، ألم تفكروا في إنتاجات إنشادية مشتركة؟ كان لدي مشروع مع المنشد الجزائري عمر الزريان، تحدثنا سابقا لكن مع بعد المسافة بيننا وانشغالات وارتباطات كل واحد منا حال دون إتمامه، لكنه يبقى مشروعا قائما وسنحدثكم عنه لاحقا• راودتني فكرة تصوير فيديو كليب في الجزائر عدة مرات، لكن عندما أجد مؤسسة تصور لي ذلك يشرفني ويسعدني وسأقبل بدون تردد وشروط• لا يمكن لمن يزور أو حتى يسمع عن الجزائر ألا ينشد لها• هناك عمل أتغنى فيه بالجزائر على قيد الإنجاز، أتركه مفاجأة لأني لا أريد أن أتسرع•• بحكم أنك عراقي، كيف تنظرون إلى طفرة القنوات العراقية التي غزت سوق الإعلامي العربي؟ لا شك أن سبب تزايد القنوات الترفيهية والغنائية العراقية في سماء الإعلام العربي هو الكبت الذي كان سائدا سابقا، حيث لم يكن لدينا حتى الهوائيات التي لم تدخل العراق إلا بعد 2003 •• اليوم أصبح هناك انفتاح للقنوات العراقية، وبما أن العراق يحتوي تعددية في القوميات والمذاهب فكل مذهب أصبح يملك قناة ويقدم فيها ما يشاء•• الكل يغني على ليلاه وطبعا يبقى المشاهد متفطنا لأنه ليس غشيما أو ساذجا••