أوضح المشاركون في افتتاح أشغال الدورة الثانية ل”الملتقى الوطني مصطفى كاتب للإبداع” بسوق أهراس، أن هذه الشخصية “تحدت كل عوائق الإدارة الاستعمارية وبرزت ككاتب مسرحي”. وقال وزير الاتصال الأسبق لمين بشيشي في مداخلة له ضمن أشغال هذا الملتقى الذي تحتضنه على مدى يومين قاعة “ميلود طاهري” بتنظيم من مديرية الثقافة بالتنسيق مع “نادي التفكير والمبادرة لطاغست”، أن مصطفى كاتب “أثرى المسرح الجزائري بأول لبنة خلال الثورة التحريرية من خلال تأسيسه الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني عام 1958″. وأكد أن كاتب بدأ النضال مبكرا مع عميد المسرح الجزائري “محي الدين بشطارزي”، كما كانت له ميولات فنية وموسيقية. وأبرز بعض خصائص شخصية مصطفى كاتب الذي عرف بجرأته وشجاعته ومواقفه الثابتة وكيف أنه أسس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني “للرد على سياسة فرنسا إزاء الجزائر حيث لم يكن تأسيس الفرقة لدواعي فنية فقط وإنما للتعريف بالقضية الجزائرية”. من جهته، اعتبر الأستاذ ياسين خذايرية من جامعة سوق أهراس في هذا اللقاء الذي حضرته وجوه ثقافية وأفراد من عائلة الراحل مصطفى كاتب، أن هذه الشخصية هي من أسست للمسرح الجزائري كما أسس فرقة المسرح العربي سنة 1948، مشيرا إلى أن كاتب عمل على تطوير الحركة المسرحية في الجزائر عندما عين مديرا لفرقة المسرح الوطني سنة 1963 وحاول مع رفاقه ترقية المسرح الجزائري من خلال إخراجه وتأليفه واقتباسه لعديد المسرحيات إلى غاية 1972 . من ناحية أخرى، تمت خلال اليوم الأول من هذا الملتقى الدعوة إلى ضرورة الاهتمام بأعمال ومسيرة هذه الشخصية الفنية “التي تم تهميشها” و”لم تأخذ حقها من الدراسة والبحث”، فضلا عن ضرورة إقامة ملتقيات دولية ووطنية تتوافق وحجم الرجل الذي يعتبر بحق “قامة مسرحية لا تتكرر”. أما ممثل وزارة الثقافة إبراهيم نوال؛ فأكد أن الوزارة الوصية من خلال إستراتجيتها الدائمة في العمل “هي دوما مستعدة لتوفير كل الدعم المادي والمعنوي لخدمة الثقافة الجزائرية للتعريف بالتجارب المتميزة وتكريمها”، مشيرا أن مصطفى كاتب “شعلة مضيئة لا ولن تنطفئ” لأنه خدم الجزائر أثناء الثورة التحريرية عبر الكلمة المعبرة والحركة الفنية الشجاعة وتحت مظلة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني التي فتحت نوافذ كثيرة على العالم من خلال إبداعاتها ليبقى صوت الجزائر عاليا.