شرعت اتصالات الجزائر في نشر الهوائيات في مرتفعات العاصمة وذلك لتسهيل عملية التلقي والربط بشبكة الانترنيت، خاصة في العاصمة وذلك تفاديا لمحاولة الربط بالمناطق البعيدة وهو ما يحول دون فعالية هوائيات “الويماكس"، خاصة إذا لم توضع في مرتفعات عالية جدا على غرار مقام الشهيد، نزل الأوراسي وغيرها من المرتفعات الأخرى التي أضحت ضرورية لاستقبال هوائيات الويماكس. من جهة أخرى، شرعت اتصالات الجزائر في تحويل تمركز الكابلات على مستوى البريد المركزي والذي كان يشكل الجهاز العصبي لاتصالات الجزائر إلى نقاط مختلفة في العاصمة لمواجهة الأزمة التي تمر بها بعد الحريق الذي أتلف كلية تجهيزاتها وأليافها على مستوى ما يعرف بموقع العربي بن مهدي بالبريد المركزي، فضلا عن التكيف مع المتطلبات الأمنية التي تقضي بعدم تمركز الجهاز العصبي للاتصالات في منطقة واحدة، ما يجعلها هدفا سهلا لأي مكروه وتواجه اتصالات الجزائر عراقيل في إعادة ربط زبائنها بالهاتف الثابت والانترنت منذ أزيد من أسبوع، لا سيما بشارع ديدوش مراد وشوارع العاصمة الأخرى، حيث لا يزال الزبائن الخواص والمؤسسات مقطوعون عن العالم منذ يوم الأربعاء الماضي ويتواجدون من دون هاتف ولا أنترنت لليوم الثامن على التوالي. وفيما فتح مجلس قضاء العاصمة تحقيقا للتعرف على أسباب احتراق الرواق الأرضي للبريد المركزي، قال الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار، إنه من الناحية التقنية لا يمكن إرجاع الانترنت قبل شهر، لا سيما وأن كل المكالمات الهاتفية تمر عبر الرواق الأرضي للبريد المركزي، مما تسبب بالمساس بعدة مناطق ليس فقط بالبريد المركزي، بل في انقطاع الاتصالات بالمحمدية والكاليتوس وغيرها. ودعا يونس قرار إلى تحويل الاتصالات التي كانت تمر على العاصمة إلى جهات أخرى. فيما يبقى سكان وزبائن الجزائر الوسطى، الحالة العويصة لأنه ليس هناك حل آخر بعد احتراق ليس فقط الكابلات، بل التجهيزات أيضا. وأشار يونس قرار إلى أنه من الضروري إعادة تجديد كل شيء وهو ما يستحيل تركيبه قبل 3 أشهر. أما بالنسبة لتصريحات الوزير موسى بن حمادي بتعويض الكابلات والألياف البصرية بتكنولوجية الأمسان، أكد قرار أن ذلك لا يشكل حلا كاملا، خاصة وأن هناك ما يتجاوز 40 ألف زبون من دون انترنت في العاصمة، مضيفا أن الأمور ليست بهذه السهولة والإشكالية صعبة. واستغرب الخبير نفسه لماذا لم تفكر الشركة العمومية في حلول مثل هذه قبل الحريق، لا سيما وأن الكارثة نفسها أصابت موقع العربي بن مهيدي سنة 2007، متسائلا لماذا لم يفكر المسؤولون المتداولون على المتعامل التاريخي في وضع أنظمة مضادة للحرائق؟ وكشف يونس قرار أن هناك أنظمة نجدة في كامل الوزارات، مستغربا عدم استعمال التجهيزات الموفرة في المخطط ذاته لفك العزلة التي كانت ممكنة في أقل من 24 ساعة عبر توزيع هواتف لاسلكية على السكان، في انتظار إرجاع الربط بالانترنت والهاتف. وقال قرار إن اتصالات الجزائر لم تحضر نفسها للكوارث ولا تزال تعتمد على ما تركه المستعمر، مشيرا إلى أن كل الوزارات وقصر الحكومة والبنوك متمركزة في البريد المركزي، وهي الألياف والكابلات المركبة منذ الفترة الاستعمارية، لهذه الأسباب كان الضرر كبيرا وشعرت به السلطات. وقال الخبير في التكنولجيات إن القطاع حساس وبالتالي فإنه من المستحيل ترك الأمور تسير بهذه الطريقة ومن دون بديل ينقذ الزبائن والمؤسسات، من الأول كان لابد من إيجاد حلول غير مركزية وإيجاد حلول إنقاذية كسيارة من دون عجلات إنقاذية، متسائلا في السياق نفسه أين الكاميرات والتجهيزات المضادة للحريق الذي مس قطاع حساس. كما شكك في عدم محاولة إخماد الحريق إلى غاية وصول الحماية التي لم تستطع بدورها إطفاء اللهيب بشكل سريع. تجدر الاشارة إلى أن عمال اتصالات الجزائر يعملون من دون توقف على مستوى البريد المركزي لإرجاع الربط. كما أن الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر ازواو مهمل يتنقل يوميا إلى مكان الحريق لمتابعة عمل مهندسيه. كما يحرص وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي على متابعة الأمور شخصيا.