أرجع وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، الحريق الذي نشب بالبريد المركزي قبيل ساعات على مرور موكب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم 19 ديسمبر الجاري، الى مجرد صدفة نافيا أن تكون الحادثة مفتعلة أو جاءت للتشويش على موكب الرئيس الفرنسي. واستدل الوزير على ذلك بخروج النيران من فوهات الأروقة الأرضية للبريد المركزي على الساعة التاسعة صباحا، إلا أن صعوبة التعرف على مكان الحريق أخر عملية إطفائه حسب الوزير. وكشف الوزير، في هذا الإطار، أن الحريق لم يكن على مستوى مقر اتصالات الجزائر وإنما بالأروقة المجاورة للوكالة التابعة لبلدية الجزائر الوسطى. وتابع الوزير، خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر وزارته، أن ألسنة النار انتقلت إلى الوكالة وأتلفت كوابل الاتصالات الأرضية. في حين أوضح أن التحقيق هو المخول الوحيد للفصل فيما إذا كان الحريق عبارة عن “فعل إجرامي" أو “شرارة كهربائية"، مشيرا إلى أن اتصالات الجزائر أودعت شكوى ضد مجهول. أضاف المسؤول الأول على رأس قطاع البريد، أن النار نشبت قبيل مرور موكب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وهذا مجرد صدفة ولا يحتمل أية تأويلات أخرى، وأكّد أن اتصالات الجزائر تعمل على إصلاح العطب تدريجيا وأن العملية ستتم بنسبة مائة بالمائة بداية من 29 ديسمبر الجاري حيث تشتغل خلية الأزمة التي نصبتها الوزارة برئاسة الأمين العام على قدم وساق لإعادة الربط بالشبكة. من جانبه، قال الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل، إن مجمعه يعمل جاهدا لإعادة ربط كافة العاصميين بالإنترنت والهاتف في أقرب الآجال، وشملت العملية لحد الساعة 80 بالمائة من المنازل المعزولة بالنسبة للهاتف الثابت و90 بالمائة للإنترنت. كما أعلن عن إستراتيجية جديدة لمواجهة حرائق الكوابل سيتم اعتمادها مستقبلا عبر تعميم “الأمسان"، مؤكّدا إلى أن اتصالات الجزائر كانت تنوي الشروع في تنصيبها بداية من 21 ديسمبر الجاري عبر زرع 29 جهاز “أمسان" بالعاصمة ورفع عدد مراكزها لتكون قريبة من الزبون بشكل أكبر، كما سيخلصها ذلك من ظاهرة سرقة الكوابل التي تكلفها خسائر ضخمة. وقال مهمل إن مجمعه اقترح على المتضررين من الحريق منحهم خطوط هاتفية مؤقتة ريثما يتم إصلاح العطب، إلا أنهم رفضوا ذلك وفضلوا الانتظار بما أن العملية ستتم في ظرف أسبوعين من يوم الحريق كأقصى أجل خلافا للحريق الذي نشب بنفس الوكالة سنة 2007 حيث تم إعادة الربط بعد شهرين. وقال مهمل إن عدد مشتركي الهاتف الثابت بلغ 3.2 ملايين مشترك وعدد عملاء الأنترنت 1 مليون، في حين تمكنت الجزائرية للاتصالات من توفير التدفق العالي للإنترنت عبر 140 بلدية، وتعميم الألياف البصرية ب45 كلم كمرحلة أولى.