نشب حريق في كابلات الهاتف والألياف البصرية لوكالة "اتصالات الجزائر" على مستوى البريد المركزي، مساء الاربعاء، مما تسبب في قطع الإنترنت والهاتف الثابت، لاسيما بالجزائر الوسطى. قبل أن يمتد الحريق إلى مبنى البريد المركزي الذي احترقت بعض طوابقه بصورة متسارعة، وكذا البناية المحاذية للبريد المركزي التي تفحمت عدة شقق منها كلية، في صورة أدخلت الرعب إلى كل من شاهد الواقعة. الحريق "المفاجئ" أفسد ديكور البريد المركزي الذي أعيد دهنه تحضيرا لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وسارعت الحماية المدنية بواسطة أزيد من 10 شاحنات لإطفاء النيران مما حول شارع البريد المركزي إلى ما يشبه أنهار من المياه، وبالرغم من هذا فإن النيران كانت تتضاعف كلما قرب موعد وصول موكب الرئيس الفرنسي مما أدخل الحماية في حالة طوارئ. ولم تصنع الحماية المدنية لوحدها الديكور الأحمر بل حضر العشرات من عناصر الشرطة العلمية والشرطة القضائية بعد فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحريق إن كان مجرد حادث عارض أو عمل تخريبي. فيما أشرف العقيد مصطفى لهبيري المدير العام للحماية المدنية على عمليات الإطفاء بنفسه حيث شوهد في الطابقين الثاني والثالث من البناية المحترقة ينسق رفقة أعوان الحماية المدنية. والتف المئات من المواطنين الذين جاؤوا لمشاهدة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، حول المنطقة حيث كثرت التعاليق بينهم إلى حد وصف ما جرى بالفضيحة، خاصة أن الرئيسين سيمران من هنا وسيريان هذا الديكور الذي لا يمكن إخفاؤه أمام تصاعد الدخان من كل الاتجاهات.. ولهول ما حدث، تنقل كل من وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي ووالي العاصمة محمد كبير عدو إلى موقع الحريق، حيث صرح بن حمادي أن السبب يعود إلى وقوع شرارة كهربائية في الكوابل المغلقة بالبلاستيك مما أدى إلى الانتشار السريع لألسنة النار، فيما أمر والي العاصمة بإجلاء العائلات التي تقطن بجوار الحادث "تفاديا لأية مفاجآت غير سارة". كما شوهد كل من مدير عام موبيليس ساعد داما، و الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل، ،قد تنقلا الى البريد المركزي لمتابعة كل التفاصيل تحت ضغوط كبيرة وحيث لوحظا يتحدثان هاتفيا مع مسؤولين آخرين لم يتمكنوا من التنقل إلى وسط الجزائر. كما شوهد الأمين العام لوزارة البريد، محمد بعيط، في ساحةإلى البريد المركزي.. من جانبه، أكد عقيد الحماية المدنية محمد تغرستين أنه جند أزيد من 100 عون في الحماية المدنية في كل المناطق لاسيما أن الحريق كان ينتشر أسفل البنايات في الجزائر الوسطى، مما تسبب في خروج الدخان ليس فقط على مستوى البريد المركزي بل وفي المناطق المجاورة. تجدر الإشارة إلى أنه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في كابلات اتصالات الجزائر بالبريد المركزي بل سبق أن عرفت المنطقة الحادث نفسه في 2007 بسبب الإهمال، إلا أن المسؤولين على الاتصالات لم يسبق أن عاشوا حالة طوارئ مثل أمس لاسيما أن تصاعد الدخان في سماء العاصمة تزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي التي حضر لها والي العاصمة محمد عدو الكبير منذ أشهر بدهن كل العمارات المقابلة للواجهة البحرية التي يمر بها ضيف الجزائر.