لم تكن سنة 2012 فأل خير على الرياضة الجزائرية، باستثناء كرة القدم، حيث حقق المنتخب الوطني الأول تأهلا متواضعا لكأس أمم إفريقيا في طبعتها ال 29، بعدما غاب الخضر عن المحفل القاري سنة 2012، بعدما أقصوا منه، فاسحين بذلك المجال للمنتخب المغربي. على صعيد الرياضات الأخرى، سجلت الجزائر تراجعا رهيبا لا سيما في ألعاب القوى، وكان العداء مخلوفي الاستثناء الوحيد الذي حفظ ماء وجه هذه الرياضة. أما بؤرة التوتر والصراع الرياضي سنة 2012 فكانت تكمن في أزمة اللجنة الأولمبية التي بلغت ذروتها، فضلا عن أزمة كرة اليد ومقاطعة الأندية الوطنية للبطولة، ماجعل المنتخب الوطني يعاني الأمرين للتحضير لمونديال إسبانيا المنتظر مطلع 2013. وإذا كانت بداية سنة 2012 دوامة لتثبيت الصراع بالنسبة لكرة اليد في الجزائر، فإن نهايتها حسمت الأمور ووضعت حدا للصراع والقبضة الحديدية، بفضل تدخل رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد الذي أعاد الأمور إلي نصابها، لتبقى الرياضة في الجزائر ورشة عمل، تحتم على الوصاية ترتيب أدراجها حتى تعود الجزائر لواجهة التألق من جديد، لا سيما كرة القدم، حيث ينتظر الجمهور الجزائري مفاجآت سارة من بوابة مشاركة الخضر في نهائيات أمم إفريقيا 2013. كما ستكون الوصاية مطالبة بتشييد ملاعب تليق بسمعة الكرة الجزائرية، لكي تمحو آثار مهزلة 14 نوفمبر الفارط أمام البوسنة، حيث واجه الخضر منافسهم وديا فوق مستنقع مائي. بلفوضيل وغولام وفيغولي يختارون الجزائر ومصباح أول جزائري بألوان ميلان الإيطالي تمكنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سنة 2012 من ضمان خدمات نجم فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، الذي أعطى بعض الآمال لعشاق الكرة الجزائرية بفنياته وحاسيته التهديفية، خاصة أن هذا اللاعب سيخوض لأول مرة الدور الثاني من رابطة الأبطال الأوروبية بعد مشاركته لأول مرة مع الخضر في أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا. كما شهد عام 2012 إعلان لاعب بارما الإيطالي إسحاق بلفوضيل عن اختياره اللعب لكتيبة الخضر، في انتظار أول مشاركة له بعد نهائيات جنوب إفريقيا، فضلا عن المدافع الأيسر لنادي سان تيتيان الفرنسي فوزي غولام الذي اختار هو الآخر المنتخب الجزائري. هذا وشهد عام 2012 تقمص أول جزائري لألوان ميلان الإيطالي ويتعلق الأمر بجمال الدين مصباح، إلا أن انضمام الأخير للروسونيري لم يكن فأل خير عليه، لا سيما أن مصباح أضحى قاب قوسين أو أدنى من مغادرة النادي نهاية الموسم، رغم أن اللاعب السابق لنادي ليتشي الإيطالي شارك في أكبر المباريات مع النادي الإيطالي على غرار مواجهته لأندية جوفنتوس، برشلونة وأرسنال. وحيد حاليلوزيتش: “الاعتماد على اللاعب المحلي ليس حلا كافيا” “تأهيل بلفوضيل وغولام وخاصة فيغولي هو الحل الأمثل لدفع عجلة المنتخب الجزائري، لا سيما أن مستوى اللاعب المحلي الجزائري لا يخدم المنتخب، خاصة من الجانب البدني وهو الأمر الذي جعلنا نتمسك بورقة فيغولي الذي قدم الكثير للمنتخب الجزائري منذ قدومه، وغولام الذي يعد أحد الحلول الأساسية بالنسبة للجهة اليسرى تحسبا لنهائيات أمم إفريقيا 2013″. إخفاق جماعي للأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية لا يزال الاحتراف الرياضي في كرة القدم بالجزائر مجرد كلام ليس إلا، خاصة في ظل الاخفاقات المتتالية للأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات الإفريقية، والتي عجزت لحد الساعة عن إهداء لقب قاري للجزائر، في الوقت الذي تألقت فيه الأندية التونسية والمغربية والمصرية، وتمكنت من اقتحام باب العالمية والمشاركة في كأس العالم للأندية، فإذا كان الترجي التونسي قد ملأ خزائنه بالكؤوس والألقاب القارية، فقد جاء الدور هذه المرة على الأهلي المصري الذي عاد مجددا لواجهة التألق القاري وحمل اللقب الغالي في القارة السمراء ويتعلق الأمر برابطة الأبطال الإفريقية على حساب الترجي التونسي. فيما اكتفى ممثلنا في المنافسة جمعية الشلف ببلوغ دوري المجموعات. فيما أقصي فريق شبيبة بجاية في الأدوار الأولى، وهو ما يؤكد أن مستوى الكرة الجزائرية تراجع بشكل محسوس وتألق الفرق وطنيا لا يعكس بتاتا قوتها على الصعيدين القاري والعالمي، وهي المقولة التي تنطبق على جمعية الشلف الذي خيب الآمال، وحذت الأندية الجزائرية الأخرى المشاركة في المنافسات القارية حذو جمعية الشلف على غرار شبيبة بجاية ووفاق سطيف اللذين لا يزالان يبحثان عن بوابة التتويج، لكن دون جدوى مادام الاحتراف لا يزال حبرا على ورق ليس إلا. سمير زاوي قائد فريق جمعية الشلف: “لا نملك الإمكانيات اللازمة لمزاحمة الأندية المغاربية على اللقب الإفريقي” “صعوبة المأمورية في منافسة دوري أبطال إفريقيا بسبب كثرة التنقلات ومشقة السفريات، فضلا عن عدم وجود دكة احتياط مثالية، أهم العراقيل التي تصعب على الأندية الجزائرية المشاركة فيها بلوغ أبعد الأدوار، بل حتى التوفيق بين المنافسات الوطنية والقارية، لذا سيطول غياب الأندية الجزائرية عن منصات التتويج لغاية ولوجها للاحتراف كما ينبغي وتوفرها على وسائل الاسترجاع كما هو الحال عليه بالنسبة للأندية التونسية والمغربية والمصرية”. الخضر يتأهلون إلى كأس إفريقيا 2013 وحاليلوزيتش يخسر رهانه أمام مالي بعدما غاب الخضر عن الطبعة ال 28 من نهائيات أمم إفريقيا مطلع سنة 2012 والتي جرت على غير العادة مناصفة بين الغابون وغينيا الإستوائية، تمكن المنتخب الوطني الجزائري من اقتطاع تأشيرة المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا في طبعتها ال 29 والتي ستحتضن فعالياتها جنوب إفريقيا، وشاءت الأقدار أن يتأهل رفقاء الحارس مبولحي إلى نهائيات أمم إفريقيا على حساب المنتخب الليبي الذي كان مرشحا لاحتضان دورة 2013 لولا تدهور الأوضاع الأمنية بهذا البلد، إلا أن تأهل الخضر إلى العرس الكروي القاري يعد الشجرة التي تحجب الغابة، لا سيما بعدما فشل رفقاء سفيان فيغولي في العودة بنتيجة إيجابية من بلد محايد والمتمثل في بوركينافاسو، حيث واجه الخضر منتخب مالي الذي فاز عليهم بثنائية كاملة، ليخسر بذلك الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش رهانه الأول على رأس الخضر أمام أحد المنتخبات المحترمة والتي فاز عليها الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان على أرض محايدة أيضا وكان ذلك في الطبعة 27 من نهائيات أمم إفريقيا بأنغولا، حيث فاز الخضر بنتيجة 1-0 أمام المنتخب المالي برأسية حليش. وعليه فإن التأهل السهل للخضر إلى نهائيات أمم إفريقيا 2013 لا يعد مفاجأة، بل أمر منطقي، إلا أن المشوار الذي سيقوم به البوسني في بلد مانديلا سيكون كفيلا بتقييم المنتخب الوطني الذي حل في المركز ال 19 في التصنيف العالمي الأخير للفيفا خلف المنتخب البرازيلي. محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم : “تأهلنا إلى الكان مستحق ونسعى لبلوغ أبعد الأدوار” أشاد رئيس الفاف محمد روراوة مطولا بالعمل الذي يقوم به الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وقال روراوة مباشرة بعد تأهل المنتخب الجزائري لنهائيات أمم إفريقيا 2013 : “تأهلنا مستحق ولا غبار عليه، وسنسعى لتطوير إمكانياتنا أكثر فأكثر من أجل أداء كأس أمم إفريقيا في المستوى نذهب فيها لأبعد الأدوار”. الجزائر تواجه البوسنة فوق مستنقع 5 جويلية في خمسينية الفاف: تعد المواجهة الودية بين الجزائر والبوسنة مهزلة ووصمة عار بكل المقاييس للجزائر التي واجهت منافسها احتفالا بخمسينية الفاف في 14 نوفمبر، خاصة أن ملعب المباراة تحول يومها إلى مستنقع مائي بكل المقاييس، كيف ولا وقد وجد المنتخبان صعوبة كبيرة في تقديم كرة جميلة ولا حتى تمرير الكرة من جهة إلى أخرى، وهو الأمر الذي جعل البوسنيين يشتكون من الأرضية التي لا تليق بسمعة بلد يستنشق كرة القدم ويعشق هذه اللعبة حتى النخاع، ويعود السبب الرئيسي في تلك المهزلة إلى نوعية الأرضية التي تتم تهيئتها وفقا للمقاييس الدولية، رغم أن مسؤولي منتجع 5 جويلية كانوا قد صرحوا من قبل ومباشرة بعد إعادة تهيئة الأرضية أنها ستكون مماثلة لأرضية ملعب أليانس أرينا بأمستردام، إلا أن الواقع كان أدهى وأمر، ما أجبر وزير الشباب والرياضة على إقالة مدير المركب. رابح سعدان الناخب الوطني الأسبق : “أرضية 5 جويلية لا تصلح لاحتضان المواجهات الدولية” قال الناخب الوطني الأسبق وشيخ المدربين، رابح سعدان، إن رداءة أرضية ملعب 5 جويلية تجعلها غير صالحة تماما لاحتضان مباريات من الطراز العالي أو بالأحرى الدولية، وأضاف صانع ملحمة أم درمان: “ماحدث أمام البوسنة أمر لا يعقل ولا يشرف الكرة الجزائرية، لأن الجزائر تستحق أن يكون لها ملعب يليق بسمعتها”. حشود أغلى لاعب جزائري في 2012 أضحت البطولة الوطنية المحترفة مسرحا لتسقيف أجور اللاعبين وكأن الأمر يتعلق ببورصة يتنافس خلالها رؤساء الأندية الوطنية على خطف أحسن اللاعبين، وهو ما ينطبق على الظهير الأيمن لمولودية الجزائر الذي تقمص ألوان العميد مطلع الموسم بقيمة خيالية قدرت ب 300 مليون سنتيم شهريا، وهو أمر لا يعقل، خاصة أن اللاعب ليس بالمهاجم الذي يتكفل بهز الشباك ولا صانع الألعاب الذي ينسي جماهير العميد في لخضر بلومي الذي يعد معشوق الجماهير الجزائرية ولا تزال ملحمة خيخون شاهدة عليه ومافعله في مونديال 1982 بالألمان وبالحارس شوماخير. جمال مناد مدرب مولودية الجزائر: “لا يوجد لاعب في الجزائر يستحق راتبا يفوق 50 مليون سنتيم” قال المدرب الحالي لمولودية الجزائر، جمال مناد، إنه وبالنظر لتراجع مستوى البطولة الجزائرية ومردود الكرة الجزائرية بشكل عام، لا يوجد أي لاعب يستحق راتبا يفوق 300 مليون سنتيم، وأضاف المدرب السابق لشباب بلوزداد قائلا: “الأندية مطالبة بمراجعة رواتب اللاعبين، خاصة أن سياسة تسقيف الأجور لا تخدم لا اللاعب ولا مستوى الكرة الجزائرية الذي أضحى في الحضيض”. المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة يقصى من أولمبياد لندن كانت سنة 2012 نكسة حقيقية بالنسبة للفئات الصغرى للمنتخب الوطني الجزائري، حيث كانت البداية مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة الذي غاب عن أولمبياد لندن بعدما خسر رهانه في الدورة النهائية التي احتضن فعالياتها المغرب، وجاءت مباراة نيجيريا لتعلن إقصاء أشبال المدرب آيت جودي وتضع حدا لمسيرة الأخير مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، وتؤيد الفاف في سياستها المتعلقة بالاستعانة بالكفاءات الأجنبية لإعادة دفع عجلة الكرة الجزائرية. وجاء إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة ليقطع دابر الشك باليقين ويؤكد أن خزانات المنتخب الأول ليست مبنية على قواعد متينة، والأدهى والأمر من ذلك أن هذه الفئة كانت على بعد خطوة من بلوغ نهائيات أمم إفريقيا 2013 بالمغرب بعدما انهزم الخضر أمام منتخب زمبابوي الذي عاد بالزاد كاملا إلي الديار ورسم نهاية عهدة المدرب المحلي. سليم مناد المدرب السابق للمنتخب الوطني لأقل من 16 سنة : “المدرب المحلي غير مرغوب فيه ولا يحظى بالدعم اللازم مقارنة بالأجنبي” قال المدرب السابق للمنتخب الوطني لأقل من 16 سنة، سليم مناد، شقيق المدرب الحالي لمولودية الجزائر جمال مناد، إن فشل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة في بلوغ الأهداف المرجوة واقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2013 بالمغرب، يعود لعدم وجود استمرارية في العمل على مستوى القاعدة وعدم وضع كل الإمكانيات اللازمة تحت تصرف المدرب المحلي وأضاف مناد: “المدرب الأجنبي يحظى دائما بالدعم اللازم مقارنة بالمدرب المحلي، وهو الأمر الذي يعجل بفشل الصنف الأول من المدربين”، صرح سليم مناد. حيمودي أحسن حكم إفريقي اختير الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي كأحسن حكم إفريقي للمرة الأولى، وذلك بعد تألقه الملفت للانتباه في إدارة المباريات الدولية والقارية على حد سواء، لا سيما مباراة الذهاب من مواجهة نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي المصري والترجي التونسي، حيث كان حيمودي حازما في قراراته وأدار اللقاء بذكاء كبير، ماجعل المصريين والتونسيين يشيدون به مطولا، وهو شرف اللصافرة الجزائرية التي بلغت مستوى العالمية. بلحاج ومطمور وعنتر يحيى يعتزلون اللعب دوليا يعد اعتزال ثلاثي ملحمة أم درمان ويتعلق الأمر بكل من نذير بلحاج لاعب السد القطري، كريم مطمور لاعب إنتراخت فرانكفورت الألماني، فضلا عن القائد السابق للمنتخب الوطني عنتر يحيى الذي حذا حذو زميليه، لا لشيء سوى للسياسة المنتهجة من طرف المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي أراد ضخ دماء جديدة في المنتخب، والتضحية بهؤلاء اللاعبين الذين كانوا مفتاح فرحة الشعب الجزائري في مباراة السد بأم درمان أمام المنتخب المصري والتي تأهل فيها الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا، ليهدم بذلك البوسني العمل الذي قام به سعدان، بل يقضي نهائيا على التشكيلة التي بناها شيخ المدربين رابح سعدان في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا 2010 وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. عنتر يحيى: “قررت الخروج من الباب الواسع” قال القائد السابق للمنتخب الوطني عنتر يحيى، اللاعب الحالي لنادي كايرز سلاوتن، إنه اختار الخروج من الباب الواسع والاعتزال دوليا حتى يبقى دائما معشوق الجماهير الجزائرية، أحسن من مغادرة المنتخب من موقع ضعف، وأضاف عنتر يحيى: “فكرت مليا في الأمر وقرار اعتزالي لم يكن وليد الصدفة ولا حتى بسبب عدم استدعاء زياني ولا لاعب آخر، بل أيقنت أن الوقت حان لأخذ تقاعدي دوليا وأشعرت المدرب الوطني بالأمر حتى لا أزعج أي طرف وأنال رضى الجميع، وأترك مكاني للشبان”، صرح عنتر يحيى.