مازالت أزمة غاز البوتان تفرض نفسها علي أرجاء ولاية الشلف وبالتحديد المناطق الشمالية لذات الولاية. وبلغت إلى حد المشاحنات للحصول علي أي منها. لأنها سلعة إستراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل برودة المناخ بالجهة ذاتها. تظل مدن وقرى ولاية الشلف تعاني أزمة حادة في نقص اسطوانات غاز البوتان، ووصل سعرها في السوق السوداء إلى ما بين 380 و450 دج وفي الوقت الذي توافرت فيه القارورات مع الباعة المتجولين، اختفت من المستودعات التي عادت الطوابير إليها. ولفت المصدر إلى الوضع في الجهة الشمالية التي تعرف موجة برد قاسية كجزء من بلديات الشريط الساحلي كتنس، المرسى، سيدي عبد الرحمن في الجزء الغربي من الساحل وبني حواء، واد قوسين على الجهة الشرقية وبلديات الناحية الشمالية الأخرى كتلعصة، مصدق، أبو الحسن، عين مران والظهرة كلها تعاني من ندرة غاز البوتان الأكثر طلبا في فصل الشتاء لافتقار معظم المناطق إلى غاز المدينة، الأمر الذي يشجع ظهور تجارة السوق السوداء وعرض أسطوانات هذا المرفق الحيوي في المناطق نفسها بأسعار تتجاوز أحيانا 500 دج بسبب اختلال معادلة العرض والطلب. وقال أحد المواطنين في بلدية بريرة التابعة لدائرة بني حواء ل”البلاد” أن أسطوانات غاز البوتان اختفت من المستودعات، وعادت الطوابير إلى الظهور من جديد وسط ندرة في الأسطوانات المطروحة في المنطقة المعروفة ببرودة مناخها في الشتاء بمستودعات وامتداد طوابير المواطنين إلى مسافات طويلة أمام نقاط بيع على قلتها. كما وقعت العديد من الاشتباكات بين طالبي الغاز وأصحاب المحلات. مشيرا إلى أن سعر الاسطوانة وصل إلى 480 دج للقارورة الواحدة بعد أن استغل البعض الأزمة وقاموا برفع سعر الاسطوانة. وحسب عريضة احتجاج موقعة من طرف مواطني مناطق كثيرة في تلعصة، فإن أزمة اسطوانات غاز البوتان، زادت في الفترة الأخيرة لدرجة لا تطاق حيث إن المناطق المزدحمة سكانيا في الفترة الأخيرة لا تجد الاسطوانات التي تكفي المواطنين وقد “اضطررنا لشراء اسطوانة الغاز بأثمان باهظة” في حين ثمنها الحقيقي لا يتخطى حاجز 250 دج. معترفا بعودة السكان في كثير من بلديات شمال غرب الولاية التي تفتقر لغاز المدينة إلى “الكانون” والفرن البلدي والسخانات الكهربائية. بوادر أزمة غاز البوتان تشهدها حتى بعض المدن الكبيرة مثلما هو الحال بتنس وادي الفضة، بوقادير والشطية هذه الأخيرة التي تحتضن أكبر مصانع تعبئة قارورات الغاز على الطريق الوطني رقم 19. وعادت طوابير المواطنين أمام منافذ التوزيع والعربات المحملة بالاسطوانات إلى شوارع المدن بسبب نقص المعروض من الاسطوانات في مشاهد مكررة للعام الماضي الذي كان حافلا بالاحتجاجات الشعبية في مناطق الريف والمدن الكبيرة لذات الولاية. وبلغ الأمر وقتئذ إلى اقتناء القارورة الواحدة بسعر يفوق 800 دج بسبب ندرة الغاز على خلفية المشاكل التي طفت على السطح بين شركة نفطال المحتكر الأول لمثل هذا المرفق والمراكز ال 14 لتعبئة أسطوانات غاز البوتان. ويبدي سكان الريف مخاوفهم من تفاقم الأزمة المتجددة التي غالبا ما تحدث طوارئ في مناطقهم نتيجة العجز الصارخ في الكميات المطروحة منها وقد ترتب على ذلك وقوع وفيات بالجملة في مناطق الريف كالزبوجة وبوزغاية والمرسى بسبب عدم حسن استعمال السخانات التقليدية والأفران القديمة، هذه الأزمة قد تعيد سيناريو الغضب الشعبي ضد السلطات المحلية وتجدد مشاهد قطع الطرق احتجاجا على تدني ظروفهم الاجتماعية وتخلي السلطات عن دورها في إنقاذهم من مخاطر التقلبات الجوية.