فيما يتم تهريب كميات كبيرة إلى خارج الولاية قطع مركز تعبئة غاز البوتان ”نورغاز” بالشطية شمال عاصمة ولاية الشلف، الطريق أمام تجار الأزمة والوصوليين الذين عهدوا ”البزنسة” والاستيلاء على حقوق سكان المناطق الريفية والمعزولة منذ بداية الاضطرابات المناخية التي شهدتها ولاية الشلف طيلة أسبوعين على التوالي· وتقول المصادر التي استقتها ”البلاد” أن مصالح المركز وضعت إجراءات صارمة للحد من ظاهرة البزنسة، حيث فرضت على زبائنها دون استثناء تقديم سجلاتهم التجارية ورخص بيع الغاز في مناطقهم، في ظل ارتفاع أسعار غاز البوتان إلى مستويات جنونية وغير مسبوقة وصلت إلى حد 1000 دج· بينما التزم أصحاب المستودعات المالكين لاتفاقيات مع مركز نورغاز بسعر بيع القارورة الواحدة ب 250 دج· في حين يتم استخراجها من المركز بسعر 190 دج· وتذهب المصادر إلى القول إن المركز توصل إلى حقيقة الأمر وأدرك أن الأزمة الخانقة التي تشهدها معظم البلديات التي تفتقر إلى الغاز الطبيعي وصارت بحاجة أكثر إلى غاز البوتان، لا ترتبط بالندرة أو نقص في الإنتاج ولا في التسويق بقدر ما ترتبط بتجار الأزمات وقناصي الفرص الذين عمدوا إلى رفع السعر مابين 1000 و1200 دج للاسطوانة الواحدة· في السياق ذاته، كشف أحد زبائن مركز تعبئة قارورات غاز البوتان ”نورغاز” بالشطية، عن معطيات خطيرة مفادها تورط الكثير من الزبائن في نقل الكميات المستخرجة إلى مناطق خارج تراب بلديته عن طريق شاحنات مستأجرة لبيعها بأكثر من 1000 دج بينما لم تتعد سعرها المرجعي في المركز 190 دج، نافيا أن يكون الأمر له صلة بندرة المادة أو نقص في كميات الإنتاج، خاصة وأن الجزائر من أكبر الدول المصدرة للغاز بكل أنواعه منها غاز البوتان، وهو ما أكده العديد من مالكي نقاط بيع غاز البوتان في عدد من بلديات الشلف الذين حمّلوا مسؤولية معاناة سكان الريفي إلى البارونات ومافيا الاتجار بالمادة الحيوية والأكثر طلبا في فصل الشتاء·