أيمن السامرائي يحضر ناشرون يشتغلون على مستوى العاصمة في إطار “نقابة ناشري الكتاب” لتنظيم معارض جهوية في كل من ولايات وهرانوقسنطينةوعنابة، وذلك في غضون السنة الجارية. ووفق المعطيات التي تحصلت عليها “البلاد” من مصادر خاصة، فإن المعارض الجديدة التي تحمل صفة “الوطنية” يتم التحضير لها ب”جدية” رغم أنه لم يتم الاتفاق إلى حد الساعة على الأمكنة والفضاءات التي ستحتضنها، ولا حتى تواريخ التنظيم، بينما يتوقع أن يكون عدد الناشرين المشاركين في هذه المعارض محدودا، بالنظر إلى الجهة المنظمة، وهي النقابة الوطنية لناشري الكتاب” “سنال”، ذلك أن قطاعا واسعا من الناشرين تجمعهم عداوات مع النقابة ورئيسها الذين لا يؤمنون بوجوده أصلا على رأس النقابة رغم انتخابه في جمعية عامة. وتجلى هذا في المعارض الوطني الأخير الذي احتضنه قصر المعارض “سافكس” ب”الصنوبر البحري” في العاصمة، حيث سجل نسبة مقاطعة معتبرة للناشرين، ووصف ذلك ب”استعداء للقارئ” وليس الجهة المنظمة. قبل ذلك، كانت وزارة الثقافة أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تخطط لإنشاء معارض جهوية بصبغة دولية، إذ تكلم مدير الكتاب والمطالعة العمومية بالوزارة في تصريحات سابقة ل”البلاد” عن أن هناك “تفكيرا لاستحداث معرضين دوليين للكتاب بطابع جهوي، واحد في شرق البلاد قد يكون موطنه في ولاية عنابة أو قسنطينة، والثاني في غربها قد يكون في وهران أو تلمسان”. ويبدو واضحا أن هناك اتجاها لكسر احتكار العاصمة واستحداث توازن في المعارض التي تعنى بالكتاب، خصوصا في ظل الحديث عن “مركزية النشاط الثقافي” واستفراد العاصمة بأغلبية التظاهرات، على غرار المعرض الدولي للكتاب الذي عبر كثير من زائريه مرارا عن رغبتهم في تنظيم معارض مماثلة في ولاياتهم بدل تكبد عناء السفر للحصول على العناوين التي يريدونها. من ناحية أخرى، يشكل مشروع استحداث معرضين دوليين للكتاب بطابع جهوي، محاولة فيما يبدو لإعادة تنظيم قطاع الكتاب والمعارض التي تقام هنا وهناك بصفة فوضوية، وتحت مسميات مختلفة تحمل جميعها صفة “المعرض الوطني”. وتنظم جهات مختلفة في مختلف الولايات بين الحين والآخر، معارض جماعية تستقطب جمهورا غفيرا كونها تركز بصفة خاصة على إصدارات الطلبة، بينما تنظم بعض تلك المعارض بصفة فردية، أي بمبادرة من دور النشر الموزعة من خلال استئجار قاعات دور الثقافة. ويقول العارفون بالمجال إن غالبية تلك المعارض لا تحترم المقاييس والأهداف التي تقام من أجلها التظاهرة، ولا تمتلك أية إستراتيجية عمل، بل هي مجرد استثمار وتجارة.