ازدادت العلاقات بين أكبر حزبين داخل الحكومة المغربية توترا، بعد أن تمسك حزب الاستقلال بضرورة إجراء تعديل وزاري، في حين قال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه “لن يخضع للابتزاز والضغط ولن يخشى شيئا، وعلى من يريد أن يفسد الأجواء داخل الحكومة أن يتحمل مسؤولياته”. واختار كل من بن كيران وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، اجتماعين منفصلين في الرباط للحديث عن “الأزمة” داخل الحكومة الائتلافية التي يقودها “العدالة والتنمية” وتشارك فيها ثلاثة أحزاب أخرى. وقال بن كيران في اجتماع أمام أعضاء المجالس البلدية لحزبه، إنه إذا قدر للمناورات أن تبعد الحزب من رئاسة الحكومة فإنه لن يكترث لذلك، لكنه بالمقابل سيواصل عمله في إجراء إصلاحات تحتاجها البلاد، ولا يمكن التراجع عنها، وقال إن الحكومات السابقة لم تجرؤ على الاقتراب من هذه الإصلاحات. وشدد بن كيران على القول إنه يحظى بثقة الملك والشعب، لكن إذا طلب منه الملك أن يغادر منصبه فسيفعل ذلك، وسيبقى سياسيا مع الملك سواء كان في الحكومة أو المعارضة. وتحدث بن كيران عن الظروف التي تشكلت فيها حكومته قبل سنة، وقال إنها لم تكن ظرفية عادية بل جاءت في ظروف أزمة، مشيرا إلى أن الغليان لا يزال يتهدد المنطقة برمتها، و”المرجل لا يزال يغلي”، على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه بعد مرور سنة على تشكيل الحكومة تم تحقيق منجزات واضحة. وعدد المنجزات على صعيد التعليم والصحة والتشغيل، غير أن رئيس الوزراء المغربي لاحظ وجود تشويش متعمد على عمل الحكومة، وقال إن قدرها إنجاز الإصلاحات أو أن تمضي إلى حال سبيلها. وفي إشارة غير مباشرة إلى الانتقادات المستمرة التي يكيلها شباط للحكومة، قال بن كيران “لم أفهم هذا التشويش وهذه الحملة ضدي أو ضد الحكومة، من طرف حزب أو أمين عام، وهو غير مفهوم”، مضيفا “لكن شباط حليف ولا يمكن أن أرد عليه”.