كشفت مصادر رسمية ''للبلاد''، أن غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة قد أحالت مؤخرا ملف ما يعرف بتفجيرات البويرة على محكمة الجنايات.و ستتم محاكمة 15متهما، أغلبهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وبالتحديد إلى الكتائب النشطة على مستوى دوار ''مخشن'' بالأخضرية التابعة إقليميا إلى ولاية البويرة، وذلك بعد أن توصلت التحقيقات إلى أن كتيبة مخشن كانت المدبر الرئيسي لتفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة البويرة شهر أوت المنصرم. مستعينة بعدة مجندين جدد غير معروفين لدى الأوساط الأمنية، احدهم من ولاية خنشلة، إلا أن التحقيقات المعمقة توصلت إلى إلقاء القبض على احد المتورطين في القضية بسوق الحراش للسيارات، هذا الأخير المكنى ''زيتونة'' كشف الغطاء عن بقية عناصر الدعم والإسناد الذين كلفوا بنقل المؤونة وتوفير الهواتف النقالة، ليحولوا فيما بعد إلى شراء سيارتين استعملتا في العمليتين على التوالي، إضافة إلى تحدثه عن العلاقة الوطيدة التي كانت تربطهم بالإرهابي الخطير المدعو دربال المكنى ابوحذيفة عبد الجبار والذي تم القضاء عليه مؤخرا في اشتباك مع عناصر الجيش. ومن بين ما يتابع به المتهمون ال 15في الملف هو ارتكاب جنايات خطيرة، أبرزها تكوين جمعية أشرار والانخراط في تنظيم إرهابي والعمل على نشر التقتيل، إلى جانب تقديم الدعم والمساعدة لعناصر الجماعات الإرهابية المسلحة والتستر والمساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات الوطنية والأجنبية وسيرها العادي، إضافة إلى ضلوعهم في التخطيط والتنظيم والتقتيل العمدي الجماعي بواسطة التفجيرات وعن طريق الانتحاريين في الأماكن العمومية، وكذا حيازة الأسلحة النارية وذخيرة حربية حية، ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والتجنيد والإشادة بالأعمال الإرهابية وعدم التبليغ، ويتعلق الأمر بكل من م .كمال وك .ح.م المكنى ببلال و ب .ك وس.ع وبن .رابح وإسماعيل المكنى أبوهريرة وبن. إبراهيم وب.ع وب.ي، كانوا قد اعترفوا أثناء التحقيق بانخراطهم ضمن التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية تحت إمرة عبد المالك دروكدال، حيث أكد المدعو ''ك.حسن''ملكيته لسيارة ''رونو كونغو'' التي تم استعمالها في إحدى العمليتين، حيث أشار إلى أنه كلف ابنه قبل 10أيام ببيعها بسوق السيارات الأسبوعي بالحراش بمبلغ مالي قدره 44 مليون سنتيم. فيما اعترف المتهم ''ب.محمد'' بملكيته للسيارة الثانية المستعملة في التفجير على الرغم من كونها كانت مدونة تحت اسم شخص آخر لا علاقة له بالقضية، والتي كانت من نفس النوع حيث أضاف بأنه قد قام بدوره بتكليف شقيقه ببيعها بمبلغ قدره 5,44 مليون سنتيم. وبحسب ما جاء في القرار فإن التحقيقات اعتمدت على الاتصالات الهاتفية التي كانت تجري بين السائقين، وتمكن بعد تحريات مشددة من التوصل إلى وجود ترابط واضح بين الأشخاص الذين قاموا باقتناء السيارتين على الرغم من اختلاف المناطق التي يقيم بها الباعة''، حيث تم استهداف احد الأشخاص الذي ظهر ارتباطه مع هؤلاء وهو المتهم م.كمال المكنى ب''الزيتونة''، والذي تم إيقافه بتاريخ 24أوت 2008في حدود الساعة الواحدة زوالا على مستوى سوق الحراش. المعني حاول خلال التحقيق الأولي إنكار كل ما نسب إليه أثناء سماعه أمام الضبطية القضائية، إلا أنه عند مواجهته بالقرائن والأدلة، اعترف بالتهمة الموجهة إليه بانتمائه لشبكة دعم وإسناد تعمل لصالح التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية، مشيرا في الوقت ذاته أن بداية نشاطه بالشبكة التي ينتمي إليها كانت بتعرفه على المتهم المدعو ''ب. كمال'' والمتهم ''ك. محمد '' المكنى ''بلال''، بحيث بعد ربطه الاتصال بالعناصر الإرهابية المتمركزة بالجبال وعلى رأسهم الإرهابي المقضي عليه مؤخرا من قبل مصالح الأمن المدعو دربال .ع المكنى أبوحذيفة عبد الجبار الذي كان في اتصال هاتفي مباشر بالمتهم ك.محمد، مضيفا أنه في العديد من المرات تنقل إلى دوار ''مخشن'' بالأخضرية ولاية البويرة إلى مركز الجماعة الإرهابية المسلحة ليتم نقل كل ما يحتاجونه من مؤونة ولوازم، وعلى وجه الخصوص الهواتف النقالة وما يتبعها من شرائح وبطاقات تعبئة، وهذا على متن سيارة المتهم المدعو ك.محمد'' المكنى بلال أو على حافلة نقل المسافرين، حيث أشار إلى النشاط الموازي للشبكة المنتمي إليها المتمثل في تجنيد عناصر جدد وتسهيل لهم ربط الاتصال، ومن ثمة الالتحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة لمباشرة العمل المسلح. وبحسب ذات المصدر، فإن الملف أحيل على محكمة الجنايات خلال الدورة ما بعد القادمة.