يُناشد عشرات المرضى المصابين بأمراض "خطيرة"، وزارة الصحة، التدخل العاجل لفتح تحقيق حول نوعية ومحتويات مادة "الألبومين" المستعملة للتعويض عن نقص مادة "البروتين" في الجسم، حيث أكد المرضى أنه لحظات فقط بعد استعمال هذا الدواء المصنوع "بالهند"، يتعرضون لنوبات وصدمات وحالة تشنج عضلات تؤدي إلى وفاة المريض في حال عدم التدخل العاجل للأطباء بحقنة تتوفر على مادة "الكورتيكويد". وفي هذا السياق، كشف مرضى أنه بمجرد استعمالهم لهذا الدواء عن طريق حقنة، وبعد مرور 5 إلى 10 دقائق تبدأ الحساسية من المرض والأعراض الغير مرغوب فيها، حيث يُصابون بنوبات خطيرة، أي تقنيات الدفاع من الجسم وظهر في ارتفاع ضربات القلب أو انخفاضها، ارتفاع الضغط الدموي، نقص الأكسجين في الدم بسبب انسداد المجاري التنفسية وكذا تشنج جميع عضلات الجسم. وأشار بعض المرضى المتواجدين بالمستشفيات، إلى أن هذا الدواء يُستعمل كبديل للبلازما البشرية التي تحتوي على المادة الأساسية في الدمّ وهي مادة "الألبومين"، ويُحقن به المرضى المصابون بمختلف أنواع مرض السرطان وأيضا الكبد الفيروسي، باعتبار الكبد هو المكان الذي يتم فيه إنتاج هذا العنصر الأساسي، هذا الأخير تتمثل وظائفه في منع خروج سوائل الدم من الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم. كما أنه يعمل على ربط مركبات حيوية في تيار الدم ونقلها إلى أعضاء الجسم منها الهرمونات والأحماض الذهنية. وأضافوا أنه منذ حوالي 3 أشهر بدأت تظهر عليهم تلك الأعراض والصدمات، مؤكدين أنه في السابق كانوا يستعملون جرعات من هذا الدواء وهو مستورد من فرنسا، لكن دون تسجيل أي حساسية من الدواء، غير أنه حسبهم منذ حوالي شهرين أو ثلاثة تم استبدال الدواء الذي كان عبارة عن قارورات من الحجم الكبير بقارورات من الحجم الصغير مستورد من "الهند" من طرف مخابر وطنية معروفة، ومباشرة بعد أخذ حقنة منه "أصيب المرضى بنوبات مفاجئة" كادت تودي بحياتهم لولا التدخل العاجل للأطباء بحقن "الكورتيكويد"، وتدوم فترة هذه الصدمة من نصف إلى ساعة وأحيانا إلى 24 ساعة جرّاء تبعات الصدمة، لا سيما الإصابة بحالة من البرد الشديد طيلة اليوم والخوف الشديد الذي ينتاب المريض. هذه الحالات زرعت الشكّ في نفوس الأطباء، وجعلتهم يعتقدون أن المريض يتعرض لتعقيدات صحية وتطور في حالته المرضية، لا سيما وأن عملية الحقن للمريض الواحد لا تتم يوميا ولا يتساوون في فترة الحقن، بمعنى يتم حقن مريض واحد في اليوم على أن يتم حقن آخر بعد يومين أو أكثر، وهو ما جعل الأطباء يعتقدون أن هذا الوضع يتعلق ربما بحالة فيروسية. غير أنه بعد انتهاء الحصة المستوردة من "الهند" واقتناء حصة أخرى مستوردة من "فرنسا"، زالت هذه الحالات والأعراض على المرضى، لتُعاود مجددا بعد انتهاء هذه الحصة واقتناء حصة أخرى مثل الأولى مستوردة من الهند، لا سيما خلال شهر جانفي إلى غاية شهر فيفري، حيث تعرض عشرات المرضى لمثل تلك الأعراض والصدمات التي كادت تودي بحياتهم بين لحظة وأخرى، وهو ما جعلهم يشكُّون في محتويات الدواء، مطالبين الوزارة الوصية بالتدخل لتحقيق التأكد من مدى سلامة هذا الدواء. وعلمت "البلاد" من مصادر مطلعة أن عددا من الأطباء والممرضين تفطنوا للأمر وقرروا التوقف عن حقن المرضى بهذا الدواء إلى غاية استبداله في أقرب الآجال. وحسب ما استقته "البلاد" من معلومات حول "وصفة محتوى واستعمال هذا الدواء"، تشير إلى أنه من دواعي استعماله ترميم وصيانة حجم الدم الدائم عند إثبات فقدانه. أما عن الآثار التي يخلّفها الدواء فتتمثل في ظهور حساسية أو "تآقي" مما يستدعي توقيف الحقن فورا، ويُنصح بعدم استعمال هذا الدواء بالنسبة للأشخاص المصابين بفشل في القلب وارتفاع ضغط الدم وفقر الدم الحاد والجفاف.