أشرف أمس وزير السكن والعمران، نور الدين موسى، على تقييم أشغال التكفل بإعادة إسكان منكوبي فيضانات غرداية بعد مرور سنة على الفيضانات التي مست المنطقة.جرى أمس تنظيم ورشات فنية ناقش فيها المختصون مواضيع تتمحور أساسا حول تسيير الكوارث الطبيعية.وكشف الوزير نورالدين موسى، خلال مداخلة له بالمناسبة بالمجلس الشعبي الولائي بغرداية، عن تجنيد الحكومة كل الوسائل الوطنية الكبرى بما يسمح بمحو آثار الفيضانات وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، وتنفيذ توصيات المجالس الوزارية المشتركة. كما أشار إلى تخصيص الدولة غلافا ماليا يقدر ب23 مليار دينار لإنجاز 2000وحدة سكنية إيجارية وتقديم 3000إعانة خاصة بالسكن الريفي، كما خصصت أيضا 14600إعانة خاصة بإعادة تأهيل المباني المتضررة، بالإضافة إلى تخصيص إعانة ل4300 عائلة لإيجار سكنات مؤقتة في انتظار إعادة إسكانها، وإنجاز كذلك 2725وحدة سكنية جاهزة مؤقتة أي شاليهات. كما أفاد الوزير، في حديثه أمام السلطات المحلية والأعيان، بأنه سينهي أكبر حصة من برنامج إعادة إسكان المنكوبين قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2010.وفي إطار حديثه عن متابعة عمليات تأهيل المنطقة التي أكدتها السلطات العمومية من أجل التكفل بالمنكوبين، قال الوزير إن الدولة خصصت في مجال التعمير 5.2 مليار دينار لإصلاح التهيئات والشبكات المتضررة جراء الفيضانات التي مست 9 مناطق. وأكد مبعوث الحكومة أن التجربة التي اكتسبتها الحكومة من فيضانات باب الوادي في 2001، وزلزال بومرداس في 2003سمحت بتثمين تدخلات السلطات العمومية في مثل هذه الأضرار واستخلصت الدروس، حيث جرى لاحقا إدراج تقسيم جديد للمناطق الزلزالية وتقييم نظام البناء بالروافد. وفي رأي وزير السكن، فإن السنوات الثلاثين الماضية عرفت فوضى كبيرة في مجال العمران مما يؤدي إلى وقوع أضرار كبيرة مع حدوث كوارث طبيعية، مبديا حرصه على ضرورة احترام الطبيعة من خلال تهيئة عمرانية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار إصلاح سياسة الوقاية من الأضرار والأخطار الطبيعية. كما كشف أن هناك لجنة فنية في ولاية غرداية تتكون من مختصين في البناء سطروا بالأحمر الرواقات التي يمنع فيها البناء، مؤكدا أنه يعمل مع الوكالة الفضائية على إعداد خريطة لرصد الفيضانات. وفي سياق متصل، اعترف الوزير بعمل السلطات العمومية في حالات سابقة بطريقة استعجالية، مؤكدا أن الوقت قد حان لمراجعة هذا النمط وإعطاء أهمية قصوى لقيم الجودة والنوعية، مبديا امتعاضه من سياسة ''البريكولاج'' التي سادت مؤخرا، وذلك بالرغم من أن الجامعات تخرّج سنويا آلاف المهندسين، وكذا الشأن لقطاع التكوين المهني بالذي لم يستفد من متكونيهب. وكشف موسى أنه في الخماسي المقبل ستدرج النوعية والجودة في قمة انشغالات الحكومة، معربا عن نيته في بناء ميراث للأجيال المقبلة وتحسين البرامج المستقبلية.