كشف وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى أمس، أن الدولة سخرت جهودا جبارة لمحو آثار فيضانات الفاتح أكتوبر 2008 بغرداية، منها تخصيص 23 مليار دينار لبناء السكنات و2.5 مليار دينار للتهيئة العمرانية، مشيرا إلى أن نسبة تقدم تنفيذ البرنامج المعلن من قبل رئيس الجمهورية لإعادة إسكان المنكوبين فاقت مستوى ال50 بالمائة، على أن يستكمل البرنامج خلال الثلاثي الأول ل2010. وأوضح السيد موسى خلال زيارة ميدانية قام بها أمس رفقة الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية أن الدولة استخلصت الدروس حول تسيير الكوارث الطبيعية، من زلزال بومرداس والجزائر العاصمة في 2003. وشرعت منذ 2004 في استكمال وتعديل القواعد الجزائرية المضادة للزلازل، ولا سيما من خلال تقسيم جديد للمناطق الزلزالية وتقوية نظام البناء، مشيرا إلى أنه في إطار توسيع هذه الإجراءات للوقاية من كوارث الفيضانات، تم تكليف لجنة تقنية بوضع تشخيص دقيق للمناطق المعرضة للفيضانات بولاية غرداية وقامت بتحديد المسار الذي يمنع فيه إنجاز بناءات سكنية، وشدد الوزير في هذا الصدد على أن الدولة ستقف بالمرصاد ضد كل من يخترق هذا التنظيم، الذي يهدف بالأساس إلى الحفاظ على سلامة المواطنين، والذي تم تعميم العمل به بعد إعداد بطاقية وطنية للمناطق المعرضة لخطر الفيضانات، بموجب الاتفاقية الموقعة مع الوكالة الوطنية الفضائية. وذكر الوزير بمناسبة افتتاحه اليوم التقني التقييمي حول الأعمال التي تم إنجازها في إطار محو آثار الفيضانات التي اجتاحت 9 بلديات بولاية غرداية في العام الماضي، بالبرنامج الاستعجالي الذي أعلنه رئيس الجمهورية في مجال التكفل بإعادة إسكان المنكوبين، وقد شمل هذا البرنامج، تخصيص 23 مليار دينار لإنجاز 2000 وحدة سكنية من صيغة الإيجاري العمومي وتقديم 3000 إعانة خاصة بالسكن الريفي، علاوة على 14600 إعانة لإعادة بناء المباني المتضررة بشكل نسبي وإعانة 4300 عائلة لإيجار سكنات مؤقتة، مع إنجاز 2725 مسكن من البناء الجاهز (شاليه)، تم استكمالها في وقت قياسي (خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية) وتعهدت الدولة بإعادة إسكان العائلات التي استفادت منها في ظرف لا يتعدى السنة. وقصد متابعة تنفيذ هذا التعهد وقف وزير السكن والعمران على مستوى تقدم أشغال إنجاز السكنات المدرجة في البرنامج المذكور وذلك ببلديات غرداية، ضاية بن ضحوة، العطف ومتليلي. حيث سجل تقدما بنحو 50 بالمائة في تجسيد هذا البرنامج، ودعا الجهات المشرفة عليه إلى إنهاء كل التدابير المتعلقة، بضبط المستفيدين، وتشخيص وضعيتهم حالة بحالة، لمعرفة حاجة المواطنين، بين السكنات الريفية والسكنات التساهمية أو الاجتماعية، فيما لم يعترض السيد موسى على طلب بعض المستفيدين بالاحتفاظ بأراضيهم الواقعة بمناطق معرضة للفيضانات، لكن على أن يستغلونها لأغراض فلاحية. توزيع 242 مسكنا بمتليلي على صعيد آخر أشرف وزير السكن والعمران والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية وكذا السلطات المحلية لولاية غرداية، على تسليم 242 وحدة سكنية من صيغة البيع بالإيجار للمستفيدين منها ببلدية متيليلي وقد لقت العملية استحسانا كبيرا في أوساط هؤلاء المستفيدين الذين استقبلوا الوفد الوزاري في أجواء احتفالية كبيرة. من جانب آخر أعلن الوزير بالمناسبة أن الحكومة ستراعي في توزيعها للسكنات الاجتماعية خلال الخماسي المقبل التفريق بين طبيعة المستفيدين من هذه الأخيرة وذلك حتى لا يتم الخلط بين برنامج السكنات العمومية الإيجارية، وبرنامج القضاء على السكنات الهشة. مبعوث "المساء" إلى غرداية م/ بوسلان