أصبحت ظاهرة التخلف العمدي لعودة المعتمرين الأجانب، هاجسا كبيرا يؤرق وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، بسبب الاكتظاظ الذي يسببه هؤلاء المعتمرين المتخلفين وهم في أغلبهم من الجزائر ومصر وباكستان، حسب تقارير إخبارية سعودية، الأمر الذي يؤثر سلبا على الجانب التنظيمي لمناسك العمرة، خصوصا خلال شهر رمضان، حيث يتضاعف عدد المعتمرين بشكل كبير. قال المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، إن الجزائر أول من ذكرت بمخاطر ظاهرة تخلف المعتمرين، مؤكدا أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تذكر المعتمرين الجزائريين قبل كل موسم حج أو عمرة بضرورة الالتزام بالمدة الزمنية للعمرة حفاظا على كرامة المعتمر الجزائري من جهة، وسمعة الجزائر كدولة من جهة أخرى. كما اعترف فلاحي بوجود ظاهرة تخلف المعتمرين وتناميها لدى المعتمرين الجزائريين، وقال في رده على سؤال جريدة البلاد عن الإجراءات التنظيمية الجديدة التي اعتمدتها وزارة الحج والعمرة السعودية للحد من هذه الظاهرة السلبية، "ظاهرة تخلف المعتمرين تسبب مشاكل وأضرار عديدة للسلطات السعودية على كل المستويات". وأضاف " المعتمرون الذين يفضلون تأخير عمرتهم ويتخفون بطرق غير قانونية معظمهم من ذوي الأمراض المزمنة ويبقون دون أدنى الإمكانيات المادية التي تحفظ كرامتهم وسمعة بلدهم". ودعا عدة فلاحي، المعتمرين الجزائريين إلى "احترام آجال عمرتهم حتى لا يتعرضوا للإهانة من طرف السلطات السعودية التي تكون مضطرة في بعض الأحيان إلى ترحيلهم الإجباري نحو بلدانهم وهذا يسبب الحرج لبلدهم بدرجة أكبر". وكانت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية قد وضعت مؤخرا جملة من الإجراءات التنظيمية الجديدة الهادفة لتنظيم العمرة واستقبال المعتمرين في أحسن الأحوال، خصوصا من حيث إرغام المعتمرين على ضرورة احترام المدة الزمنية للعمرة لمنع ظاهرة تخلف المعتمرين للعودة إلى بلدانهم. وطالب وزير الحج السعودي الدكتور بندر بن محمد حجار، بضرورة الحد من ظاهرة تخلف المعتمرين للعودة إلى دولهم بعد نهاية فترة اعتمارهم، وذلك بضرورة تعاون وزارة الحج السعودية مع الجهات المعنية المكلفة بتنظيم مناسك العمرة وخاصة الوكالات السياسية، باعتبارها الجهة الأولى المسؤولة عن نقل المعتمرين من بلدانهم إلى البقاع المقدسة. في هذا الإطار، أكد وزير الحج السعودي في ندوة صحفية أمس على ضرورة الحد من هذه الظاهرة، حيث يكون بقاء المعتمر داخل المملكة نظامياً وللغرض الذي قدم من أجله، مشيرا إلى أن وزارته وضعت العديد من الضوابط لتفعيل وتطبيق مواد تنظيم ذلك ولائحته التنفيذية لتضبط من خلال المسار الإلكتروني للعمرة طلبات التأشيرات ومتابعة الخدمات التي تقدم للمعتمرين ومتابعة سير ضخ التأشيرات وعمليات القدوم والمغادرة، الذي يعد أول تطبيق لأنظمة الحكومة الإلكترونية في المملكة، وهو يربط عدداً من الأجهزة الحكومية إلى جانب وزارة الحج كوزارة الداخلية والخارجية بمؤسسات القطاع الخاص المرخصة بتقديم خدمات المعتمرين وفق أعلى نظم أمن المعلومات لضبط طلبات تأشيرات العمرة ومتابعة حجم الخدمات التي يكون قدوم المعتمرين مرتبطا بها والتأكد من تنفيذها على الوجه المطلوب. وتتوقع وزارة الحج السعودية وصول 400 ألف معتمر شهرياً خلال هذا الموسم، على أن يقترب العدد في شهر رمضان من مليون معتمر وسيقارب 6 ملايين معتمر مع نهاية الموسم، حيث وصل عدد المعتمرين في الموسم الماضي لأكثر من 5 ملايين معتمر. وبخصوص عدد المعتمرين الجزائريين الذين يتخلفون في كل موسم عمرة، أكد المستشار الإعلامي عدة فلاحي أن السلطات السعودية هي التي تملك الأرقام الحقيقة، مؤكدا أن الرقم في ارتفاع مستمر لذلك يجب تكثيف الجهود بين جميع الأطراف الفاعلة من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تسيء للمعتمر وبلده في المقام الأول. وبالمقابل حاولنا الاتصال بالسفارة السعودية بالجزائر لإعطائنا عدد المعتمرين الجزائريين الذين يتخلفون في كل مرة، حيث أكد لنا المكلف بالإعلام على مستوى السفارة استحالة إعطاء أرقام رسمية عن هذه الظاهرة. عيسى/ ب