انتفض شباب مدينة مسعد بالجلفة، أمس، على سياسة التهميش والإقصاء وغياب فرص العمل وعلى غياب المجلس أو ''الملحس'' البلدي عن مسرح الأحداث، ليترك المدينة تغرق في مشاكلها وفي فضلاتها أيضا بعد أن عجز عتاد البلدية حتى عن تنظيف المدينة من الأوساخ المنتشرة في كل الأحياء السكنية، بل المنتشرة حتى أمام مقر البلدية نفسها. قطع سكان مدينة مسعد الشارع الرئيسي للمدينة، أمس، انطلاقا من مقر الأمن إلى مقر البلدية بالحجارة والمتاريس، ليتم ''فرملة''حركة المرور بشكل كامل على طول الطريق، فيما امتدت الحركة الإحتجاجية إلى أمام مقر البلدية، حيث تجمهر العشرات من الغاضبين من سكان الأحياء المهمشة والمنسية كحال حي ''المجاهدين'' أو حي ''دشرة الكلبة'' كما يعرف، ليتم غلق مقر البلدية أيضا، في محاولة للفت أنظار السلطات الولائية إلى غياب التنمية وإلى ممارسة سياسة التهميش والإقصاء التي يتعرضون لها منذ سنوات، مطالبين بحضور والي الولاية إلى مسرح الأحداث لوضعه في الصورة. وفي غياب المجلس البلدي عن مشاكل المواطنين والسكان، نزل المنتفضون من السكان ''سبّا وشتما ''في السلطات المحلية من البلدية إلى الدائرة، التي ظلت المتفرج الكبير على مشاكلهم دون أن تتدخل لحلها، ليؤكدوا بأن المجلس البلدي الذي ''غير'' بدلته السياسة من حزب العمال إلى ''الأرندي''، لا يعرف غير انتهاج أسلوب ''رافدة وتمونجي'' وتهيئة ''الرومبة''. السكان من أحياء المدينة الفقيرة والمعدومة، انتفضوا أيضا على غياب التهيئة وعلى غياب الإنارة العمومية وشح الحنفيات من الماء، سواء في الصيف أو الشتاء، كما فتح العديد منهم ''النار'' على مصالح الدائرة التي لا تزال تنام على قائمة السكنات الاجتماعية التي تجاوز خروجها من ''مطبخ'' الكواليس الأربع سنوات كاملة، برغم أن السكنات منجزة عن آخرها، بل إن هناك من جدران السكنات من بدأت تتآكل بفعل الانتظار الطويل. وتعتبر الحركة الاحتجاجية التي اندلعت، أمس، الحركة رقم ''نون'' في تاريخ البلدية، بعد أن سجل غياب المجلس عن واقع ومشاكل السكان، الأمر الذي يجعل المواطنين لا يتوانون في الخروج إلى الشارع كل مرة وكلما ضاقت بهم السبل وصب جام غضبهم على السلطات البلدية، والمثير والمحزن والمبكي في مسلسل مسعد ''المكسيكيب، أن السلطات البلدية عجزت حتى عن تنظيف المدينة، لتمتد الأوساخ والفضلات إلى غاية مداخل مقر البلدية، فما بالك بالأوساخ والفضلات المتتشرة في الأحياء السكنية الأخرى وفي السوق ''بوشكارة ''الذي يعتبر كارثة بيئية قائمة أمام عجز وغياب الهيئات المحلية.