ينتظر أن يدرج ملف شبكة دولية خطيرة مختصة في تهريب المهاجرين بطريقة سرية إلى الدول الأوروبية عبر تركيا في برنامج محكمة الجنايات للدورة القادمة، وذلك حسب ما أفادت به مصادر مطلعة، حيث سيتم إدراج القضية بعد أن فصلت المحكمة العليا مؤخرا في الملف بعد الطعون التي تقدم بها دفاع المتهمين. وقد تبين من الملف أن العصابة تتكون من خمسة أشخاص أغلبهم من ولايتي الشلفوتلمسان، حيث تم ضبطهم عبر محور الطريق السريع ببن عكنون وبحوزتهم 31 جواز سفر، سهل عملية مرور 31 جزائريا إلى اسطنبول بطريقة قانونية، ومن ثم يتم إنجاز بطاقات هوية مزورة لهم للمرور بها بطريقة غير شرعية إلى الدول الأوروبية، بينما يعاد إرسال جوازات السفر إلى ذويهم مقابل 5 ملايين سنتيم لجواز سفر واحد تدفع للعصابة. وكان المتهمون يعملون في إطار شبكة إجرامية منظمة ولم يتم التوصل إلى رؤوس العصابة المتواجدين خارج تراب الوطن، وكان هدفها تشجيع الهجرة السرية نحوالبلدان الأوروبية وذلك بالاتفاق مع الأشخاص الذين غادروا البلاد لإرسال جوازات سفرهم إلى أرض الوطن حتى لايتم الكشف عن جنسيتهم من أجل تسليمها لذويهم مقابل مبالغ مالية لإعادة استرجاعها بمجرد تسوية وضعيتهم الإدارية في تلك الدول وكذا تسهيل عليهم تجديد جواز السفر في حالة انتهاء مدة صلاحيته. أما المتهمون الموقوفون فيتعلق الأمر بكل من “ش.محمد” و”س.نور الدين” و”ب.رشيد” و”س.يوسف” و”ب.عمر يوسف” تمت متابعتهم بجناية تكوين جماعة أشرار للإعداد لجناية تهريب المهاجرين، وتعود الوقائع بحسب الملف إلى تاريخ 17/06/2010 على الساعة السادسة مساء، حينما تم فتح تحقيق من طرف مصالح الأمن بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية ضد ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع رونو كليو، وبحوزتهم 31 جواز سفر جزائري سارية المفعول لأشخاص جزائريين مقيمين بولاية الشلف وستة هواتف نقالة، ويتعلق الأمر بكل من المتهم “ش.محمد” موظف و”س.ن” سائق اجرة و”ب.رشيد” موظف، عندما تم مراقبتهم في إطار العمل الروتيني لمصالح الأمن على مستوى محول بن عكنون بالقرب من المعهد التقني للمالية والمحاسبة، تم العثور فوق المقاعد الخلفية للسيارة على حقيبة بها جوازات سفر. وقد صرح المتهم “ش.محمد” بأن جوازات السفر كلها تخص أشخاصا متواجدين خارج الوطن، أحضرها له شخص يدعى “يوسف” من ولاية تلمسان من أجل تسليمه لذويهم، مؤكدا أنه بتاريخ 16/06/2010 اتصل به هاتفيا شقيقه من أمه المدعو” ب.حليم” المتواجد بتركيا رفقة المدعو “الحاج زيان”، مخبرا إياه أنه أرسل حقائب بداخلها ألبسة وأقمشة مع شخص يسمى “يوسف” دون أي توضيحات أخرى وطلبا منه استقباله بمطار هواري بومدين لاستلام الحقائب، فاتفق هو مع المتهم الثاني نور الدين سائق أجرة لأجل أن يقله من ولاية شلف إلى المطار الدولي مقابل مبلغ مالي، كما رافقهما في الطريق المتهم الثالث، وقد تمت عملية استلام الحقائب مقابل مبلغ مليون سنتيم منحت للمتهم يوسف، الذي احضرها من تركيا. وبينما غادر المتهمون الثلاثة المطار، سافر المتهم يوسف إلى تلمسان عبر الخطوط الداخلية للمطار الدولي، وفي الطريق تم إيقافهم، حيث أنكر المتهمون الثلاثة معرفتهم أن الحقائب بها جوازات سفر، كما تم إيقاف المتهم يوسف بتلمسان بعد تمديد الاختصاص من طرف مصالح الأمن، المعني بالأمر أكد خلال تصريحاته أنه في مطار اسطنبول التقى بالجزائري “ب.ي” المكنى “حليم” والذي يعرفه معرفة سطحية فطلب منه إيصال الحقائب مقابل مبلغ مالي 80 أورو (حوالي مليون سنتيم) يتسلمها من شقيقه حينما يسلم الحقائب بمطار هواري بومدين، ولأنه كان بأمس الحاجة قبل المهمة. وتضاف هذ القضية الى عدة قضايا أخرى كانت قد طرحت أمام محكمة الجنايات حول ملفات تهريب البشر، وهي الجريمة الجيدة التي أضحت تدر أموالا باهظة على شبكات الجريمة المنظمة، بعدما أضافوا أى نشاطهم غير الشرعي تهريب البشر بعدما اقتصر في وقت سابق على تهريب الذهب والمخدرات بشتى أنواعها وتهريب العملة.