أبدت الجزائر، على لسان مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، محمّد كمال رزاق بارة، تخوفها من تأثير تدويل أزمة مالي على أمنها القومي “بحكم أن الجزائر قريبة جدا من الساحل وتربطها حدود جغرافية مع المالي، لذلك فإن تدويل الأزمة في مالي، له تأثير مباشر على أمنها القومي"، مشددة في هذا الإطار على دعمها لمبدأ “حل الأزمات بين دول الساحل، بدلا من فاعلين خارج المنطقة". ويمثّل وجود الجزائر على خط التماس مع دول الساحل، السبب المباشر الذي يدعو الجزائر للالتزام بالمزيد من الحيطة والحذر فيما يخص تعاملها مع مختلف الأزمات التي تشهدها هذه المنطقة الجيوستراتيجية، حسب ما أكده مستشار الرئيس أمس في اليوم الدراسي الأول حول “الحركات الأزموية في الساحل الإفريقي" بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، “فإذا كنا نعرف متى تبدأ عملية التدويل، فلا أحد يعلم تاريخ انتهائها، وهي النتيجة التي أكدتها عدة تجارب في الواقع، فالتدويل هو مشكل أكثر منه حلا"، موضحا رفض الجزائر مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية لدول الساحل، الذي لا يخدمها بقدر ما يساهم في حل تماسكها العرقي، وأن فرنسا قد سبق أن طلبت من زعيم قبائل التوارق بالجنوب، إبان الثورة التحريرية، الانفصال عن الجزائر، لكنه رفض وأعلن وقوفه إلى جانب الثورة، نظرا لرغبتها في السيطرة على ثرواتها الطبيعية التي كان أهمّها البترول والآن فإن الطاقات المتجددة تمثل أهم الثروات الطبيعية التي تكتسي أهمية اقتصادية عالمية كبيرة، وتملك منها الجزائر ثروة حقيقية. وأعلن محمّد كمال رزاق بارة، تأييد الجزائر إجراء الانتخابات الرئاسية بمالي جويلية المقبل، لإقامة سلطة تقوم على الشرعية، لإنهاء حالة الاقتتال والفوضى بمالي من جهة والقضاء على الحركات الإرهابية بشكل نهائي بمالي من جهة أخرى"، وبالتالي تزول مبررات تدويل هذه الأزمة"، مشرحا أسباب تدويلها إلى عدة عوامل من بينها: تفاقم العمليات الإرهابية بمالي وزيادة ارتباطها بالعصابات الإجرامية، وانتشار الأسلحة بدول الساحل بشكل كبير بعد الفوضى التي شهدتها ليبيا بعد تدخل الحلف الأطلسي، معترفا بصعوبة التمييز بين الحركات “المطلبية" أي المقاومة للوجود الفرنسي بمالي والحركات الإرهابية، على غرار حركة أنصار الدين التي كانت في وقت معين حركة “مطلبية"، كان بعض عناصرها على علاقة بالتنظيمات الإرهابية، لتتحول بدورها إلى حركة إرهابية، وأنه من الصعب جدا التفريق بينهما في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية. من جهته قال رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حموبن زغير، إن الجزائر ستقدم في الأشهر القليلة القادمة، المزيد من المساعدات الإنسانية للاجئي مالي، وأنها ليست المرة الأولي ولا الأخيرة التي تقوم فيها الجزائر بمثل هذه الخطوات، “حيث إن سياسة تقديم المساعدات الإنسانية وقت الأزمات، يدخل في عمق السياسة الخارجية الجزائرية".