مطالب بتفعيل عقوبة الإعدام لردع المجرمين لم يمر خبر اختطاف و قتل الطفلين البريئين هارون و إبراهيم بمدينة قسنطينة دون أن يثير موجة من الاستنكار و الحزن الذي لفّ جميع الجزائريين، و يوقظ ضمير الأمهات و الآباء و المواطنين إزاء ظاهرة اختطاف الأطفال التي أصبحت شبه يومية تترقب أطفال و أبناء الجزائر. و نتيجة لتكرار هذه الظاهرة التي عايشها مختلف المواطنين و عايشتها مختلف المدن و المناطق الجزائرية، و حملت عناوين كثيرة من الطفل البريء ذي الثماني سنوات الذي ألقي في بئر مقتولا، إلى شيماء و صهيب الذين أغرقا في برميل، مرورا على أسماء في سن الورود أمثال “شيماء”، “مهدي”، و غيرهما، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتصور مدى الصدمة التي أصابت العديد ممن تابعو الفاجعة التي ألمت بأهل “إبراهيم” و “هارون”، إثر فقدانهم لفلذات أكبادهم، إثر عملية الاختطاف التي تعرضا لها قبل أن يتم خنقهما وقتلهما من قبل شابين لا يتعدى أحدهما عمره 21 سنة، و الآخر يقترب من ال 38 سنة حسب التحريات التي توصلت إليها الجهات المعنية بمتابعة القضية. و بمجرد انتشار خبر مقتلهما، انتشرت حملة موسعة بين المواطنين و الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لوضع حد لهذه الظاهرة المتفشية في المجتمع، و ذلك بتطبيق إجراءات ردعية حقيقية من شأنها أن توقف هذه الأعمال الإجرامية، و أطلق العديد من شباب “الفايسبوك” حملة تدعو للقصاص عملا بقول الله عزّ وجل “و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” و الدعوة لإعادة تفعيل عقوبة الإعدام. و نشر كثير من الشباب على صفحاتهم و مواقعهم الإلكترونية شعارات مثل “الشعب يريد تطبيق الإعدام” و “كفى .. بأي ذنب تذبح و تقتل فلذات أكبادنا” و تعالت المطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على قاتلي الأطفال في الجزائر، بصفة استثنائية بحكم أن العمل به مجمد منذ عام 1993 وذلك على خلفية حادثة اختطاف و قتل الأطفال واحد تلوى الآخر و الذي حصد مؤخرا إبرايهم و هارون و قبله شيماء و كثير من الأسماء البريئة. وكتب المئات من الأفراد و الشخصيات و الجمعيات و على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي “أنا مع إعادة تطبيق عقوبة الإعدام لمختطفي الأطفال”. و في هذا الشأن، يرى العديد من المشايخ و الفقهاء وجوب تطبيق هذه العقوبة التي أمر بها الله، و هي عقوبة القصاص التي من شأنها أن تكون أداة ردع تمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل و تمنع خطر الاختطاف و القتل عن أطفال و أبناء و فلذات أكباد الجزائريين. و ساند كثير من الشخصيات الدينية هذا المسعى و هذه الحملة التي يقوم بها شباب على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تطبيق “القصاص” على المجرمين في حق أطفال الجزائر، و نشر الشيخ محمد الهادي الحسني في صفحته على الفايسبوك يقول: “إن الإسلام أمر بالإعدام في مواطن معدودة، وقد أحاط تنفيذ هذا الحكم بأشراط تكاد تجعل تطبيقه في حكم النادر، فمن مبادئ ديننا درء الحدود بالشبهات، والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة.كيف يجرؤ شخص عاقل على طلب إلغاء حكم الإعدام على شخص أجرم في حق طفلين في سن الزهور.”