وضعت الولاياتالمتحدةالأمريكية حركة أنصار الدين في مالي التي كانت تسيطر على منطقة شمال مالي إلى جانب تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، على لائحة المنظمات الإرهابية بعد مرور أشهر على إدراج زعيم الحركة ضمن اللائحة السوداء للمطلوبين. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس، أكدت فيه إدراجها لحركة أنصار الدين التي اعتبرتها حركة إرهابية متشددة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد فترة من إدراج قائدها إياد آغ غالي ضمن اللائحة السوداء التي تضم المطلوبين في العالم، ويترتب على ذلك تجميد أمواله المحتملة في الولاياتالمتحدة ومنع أي تعامل للأمريكين معه. واستندت أمريكا في قرارها، على أن حركة أنصار الدين تربطها علاقة وثيقة مع تنظيم القاعدة وتعمل بالتعاون معه، إلى جانب الأفكار المتطرفة التي تتبناها، حيث تشددت في تطبيق ما تسميه وفق منظورها الشريعة الإسلامية في منطقة شمال مالي الذي احتلته إلى جانب مجموعات إرهابية مدة 10 أشهر قبل أن تتدخل القوات الفرنسية وتتمكن من طرد الجماعات الإرهابية بالتعاون مع الجيش المالي وتحررها، حيث ارتكبت انتهاكات في حق السكان باسم تطبيق الشريعة. وكانت الجزائر قد حذرت من تحول حركة أنصار الدين إلى جماعة إرهابية، بعدما تغيرت مواقفها وتوجهاتها في الفترة الأخيرة، وابتعادها تدريجيا عن المطالبة بتغليب الحوار في حل الأزمة إلى جانب أفكارها المتطرفة التي كانت سببا مباشرا في انقسامها، حيث انقسمت عناصرها إلى فئتين فئة علمانية تفصل بين الدين والمطالب المشروعة وفئة أخرى متشددة تطالب بالسيطرة على شمال مالي وتطبيق الشريعة الإسلامية على سكانه، ونتج عن ذلك ظهور مجموعة جديدة أطلقت على نفسها حركة الأزواد الإسلامية في جانفي المنصرم. ورغم مواقف الجزائر التي كانت تدعو إلى ضرورة التفريق بين الجماعات الإرهابية الدخيلة المتمثلة في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وبين أبناء مالي الذين تقودهم حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، حيث سعت إلى إقناع أبناء المنطقة بضرورة وضع السلاح ونبذ العنف وتغليب منطق الحوار في حل الأزمة في مالي قبل التدخل العسكري، إلا أنه سرعانما ما أدركت تغير توجهات حركة أنصار الدين التي فضلت الخوض في معارك ضد الطرف الآخر، كما أنها ارتكبت تجاوزات خطيرة في حق العرب والطوارق. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد أعلن خلال زيارته إلى نواقشط، أن الجزائر وموريتانيا تتمسكان بضرورة الحفاظ على وحدة مالي ومقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة، مشيرا إلى أن الحوار هو الحل لفك النزاع بين جميع الأطراف. وكانت القوات الفرنسية قد أعلنت بدء انسحابها تدريجيا من مالي شهر أفريل القادم، حيث أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت أول أمس، أن انسحاب فرنسا من مالي قريب، مشددا على المجهودات الجبارة التي تقوم بها لتحرير الرهائن الفرنسيين المحتجزين في إفريقيا، مضيفا أن الاجتماع الذي سيعقده البرلمان الفرنسي بمجلسيه الاثنين القادم، سيخصص لتقييم التدخل الفرنسي لطرد المسلحين من مالي طبقا للدستور الفرنسي. هدى مبارك