أعلنت حركة أنصار الدين، تخليها عن تطبيق الشريعة الإسلامية، في كل أنحاء مالي، وأكدت أن فرض تطبيقها يقتصر على معقلها، منطقة كيدال شمال شرق البلاد، ويكون تطبيقها إلزاما على سكان الإقليم. وتراجعت حركة أنصار الدين، وهي واحدة من المجموعات المسلحة التي تحتل شمال مالي، عن موقفها المتشدد حيال تطبيق الشريعة، في كل أنحاء القطر المالي، وقال عضو الحركة حمادة أغ بيبي، بواغادوغو، لوكالة الأنباء الفرنسية أمس، ''قررنا التنازل عن تطبيق الشريعة في جميع أنحاء البلاد، وسنطبقها سوى في منطقتنا كيدال، حيث يتم تطبيق الشريعة مع مراعاة واقعنا''، وأشار المتحدث إلى أن الحركة قررت تطبيق الشريعة فقط في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ما يعني منطقة كيدال. وقال أغ أهاريب، الناطق الرسمي لوفد حركة أنصار الدين في واغادوغو، إن تطبيق الشريعة التي يطالبون بها، سلطات باماكو، سيتم بداغوجيا، مشيرا في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن مطلبهم سيكون ضمن المفاوضات مع الطرف الآخر، السلطات المالية الانتقالية، على أنه ''سوف نشرح وجهة نظرنا في المسألة خلال المفاوضات''. وشرعت التنظيمات المسلحة، حركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شمال البلاد، في تطبيق أحكام باسم الشريعة، منذ الإطاحة بالرئيس المالي تونامي توري، من خلال أحكام صارمة تمثلت في بتر الأطراف والرجم، في عمليات لقيت تنديدا من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية، والمجتمع الدولي. وأعلنت أنصار الدين عن تراجعها عن تطبيق الشريعة في كل القطر المالي واكتفت بالمنطقة الواقعة تحت سيطرتها، في أوج ترتيبات التدخل العسكري الذي تنوي دول مجموعة غرب إفريقيا شنه لتحرير منطقة الشمال من الحركات المسلحة. وكانت الحركة تطالب بتعميم تطبيق الشريعة وجعلت منه ''أساس'' التفاوض مع سلطات باماكو إلى وقت قريب، حيث أوردت شرطها ضمن لائحة سلمت للرئيس البوركينابي بليز كومباوري. واتخذت الحركة القرار بعد أيام قليلة من إعلانها رفضها الإرهاب، في إشارة إلى ما تقوم به حركة التوحيد والجهاد والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأبانت أنصار الدين عن تقارب في وجهات نظرها مع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي أعلنت قبل ثلاثة أيام رفضها التدخل العسكري، شمال مالي ووصفته بالخطأ الجسيم. في سياق متصل، جددت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد رفضها التدخل العسكري الدولي شمال مالي، حيث أكد مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم، حمة آغ محمود في ندوة صحفية بباريس، أن حركة الأزواد قادرة على أداء المهمة، مشككا في ''فعالية التدخل شمال مالي لطرد التنظيمات المسلحة بالصيغة الدولية المطروحة''، وقال ''الكل متفق على اصطياد الإرهابيين، لكن ليس على هذا النحو''.