اتهم قيادي في جمعية »تامزغة« بباريس الجزائر بالضلوع في كل ما يجري بشمال مالي، والوقوف وراء تحرك حركة أنصار الدين الترقية الإسلامية، ونفى إمكانية قبول المتمردين التوارق تطبيق الشريعة أو قيام دولة إسلامية في شمال مالي. حاول قيادي في الحركة الأمازيغية بباريس توريط الجزائر في الأزمة الدائرة في شمال مالي، وزعم ماسي ماسنيسا أفركال، رئيس جمعية »تامزغة« أن الجزائر معروفة بتوظيف الحركات الإسلامية المتشددة لخدمة أهدافها، وأنها تقف وراء كل ما يجري في شمال مالي على خلفية الحديث عن اتفاقية بين حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين الترقية لتطبيق الشريعة وإقامة دولة أسلامية بشمال مالي. وأوضح القيادي فيس الحركة الأمازيغية في اتصال عبر الهاتف أجرته معه مساء أول أمس الثلاثاء، القناة الفرنسية »فرانس 24« في نسختها الناطقة بالعربية، أن الاتفاق بين حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين المتشددة لا أساس له من الصحة، مضيفا بأنه يستحيل أن يقبل المتمردون التوراق باتفاقية من هذا النوع، وبأن التوارق هم أمازيغ، متعطشون للحرية وأن تطبيق الشريعة الإسلامية في إقليمهم، على حد قوله، مناقض لطبيعتهم المتمسكة أكثر بالائيكية ومعارضة لأي تدخل للدين في الشأن السياسي. وتعكس هذه التصريحات الخلفيات الحقيقية لكل ما يجري في شمال مالي، والتورط الفرنسي المباشر أو غير المباشر في الأزمة بهذه المنطقة الحساسة، ويبدو أن الجزائر المتهمة بتحريك قواعد اللعبة في المنطقة، أصبحت تقلق أكثر من طرف، سواء المتطرفين التوراق في حركة أزواد أو في مناطق أخرى ممن يبحثون عن توسيع تطبيق تجربة شمال مالي على باقي الدول التي يتواجد بها التوارق، أو القوى الكبرى التي ترى في السياسة المعتمدة من قبل الجزائر لتفادي تعفين الأوضاع في شمال مالي أمرا مخالفا لطموحاتها في المنطقة، ولأهدافها المتمثلة خصوصا في تشجيع حركات التمرد الترقية في دول أخرى بما في ذلك الجزائر. وأثار الاتفاق الموقع مؤخرا بين حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين المتشددة والقاضي بتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية في شمال مالي الكثير من الجدل، على خلفية الأبعاد التي ينطوي عليه هذا القرار وآثاره الكبيرة على دول المنطقة، فضلا عن الموقف الدولي منه، خاصة وأن كل التحاليل ربطت بين هذا الاتفاق والمخاوف المتعاظمة بشأن تحول شمال مالي إلى ملجأ للتنظيمات الإرهابية. ويبدو أن حركة تحرير أزواد التي توصف بأنها علمانية قد وقعت في ورطة حقيقية بعد ردود الفعل المنددة بالاتفاقية المبرمة مع أنصار الدين، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن احد المقربين من أياد اغ غالي زعيم حركة أنصار الدين قوله: »لا يمكن أن نتخلى عن تطبيق الشريعة..«، وواصل في نفس السياق: »تحدثنا اليوم (الثلاثاء) كذلك مع الحركة الوطنية لتحرير الازواد، إنهم يريدون أن نتوصل إلى صيغة ترضي الجميع، ولكن لم نتوصل إلى ذلك بعد«، فيما أوضح مصدر مقرب من حركة تحرير الازواد أن الجانبين يسعيان لإيجاد صيغة مرضية للجميع، مع الإشارة إلى أن أنصار الدين تجري منذ الخميس المنصرم، مفاوضات ، مع مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي التي تسيطر هي الأخرى على مناطق مهمة في شمال مالي.