امتدت رياح احتجاجات الشباب البطال في الجنوب الجزائري إلى ولاية الأغواط التي عاشت أمس على وقع يوم احتجاجي حاشد شارك فيه مئات الشباب البطال قدموا من عدة ولايات جنوبية تحت شعار “يوم الكرامة"، حيث رفع من خلاله المحتجون العديد من المطالب الاجتماعية والمهنية التي تعد امتدادا للمطالب التي رفعها المشاركون في مسيرة ورڤلة. وبعد المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها تنسيقية الشباب البطال في ولاية ورڤلة مؤخرا، انتقلت الحركة الاحتجاجية لشباب الجنوب الجزائري إلى ولاية الاغواط أمس، حيث اعتصم مئات من الشباب البطال بالساحة المركزية لولاية الاغواط قرب البريد المركزي مطالبين بالعمل و الوحدة الوطنية. وحسب تصريحات يونس، أحد ممثلي تنسيقية الشباب البطال على مستوى ولاية الأغواط، فإن نقل المسيرة الاحتجاجية من ورڤلة إلى الأغواط يدخل في إطار سياسة التضامن والمساندة بين الشباب البطال على مستوى كل ولايات الجنوب الجزائري، بهدف توحيد الصف والمطالب من جهة ولوضع السلطات المعنية أمام الأمر الواقع من جهة أخرى من أجل الإسراع في إيجاد حل لمطالبنا المشروعة، يقول المتحدث. مضيفا أن المسيرة التي شارك فيها سكان 24 بلدية تابعة لولاية الأغواط، إضافة إلى الشباب القادمين من ولاية الجلفة، جرت في ظروف سلمية وأمنية وتنظيمية جيدة دون أية تجاوزات، وهذا بفضل تضافر جهود أعضاء التنسيقية الذين كلفوا حوالي 150 شابا بالسهر على تنظيم هذه المسيرة الاحتجاجية في أحسن الظروف الممكنة ولمنع أي محاولات لاستغلال المسيرة لأغراض سياسية، مؤكدا أن المطالب التي رفعت هي نفسها التي تم طرحها خلال مسيرة ورڤلة. من جهته دعا المنسق الوطني للبطالين باللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، إلى تدعيم مطالب الشباب البطال بولاية الاغواط والقضاء على الحقرة والتهميش والنسيان. كما ردد المحتجون في وقفة الكرامة التي رفعت فيها شعارات عديدة منددة بما وصفوه السياسية الفاشلة للإدارة المحلية والمركزية، خاصة فيما يتعلق بملف التشغيل، هتافات تطالب بصيانة كرامة الشاب البطال وتمكينه من حقه الدستوري وبما يضمن له العيش الكريم. فاتحين النار قبل استماعهم إلى النشيد الوطني على مختلف الجهات الحكومية والبرلمانية التي قالوا إنه لا حوار ولا نقاش معها، إلا بتلبية مختلف المطالب التي وجهت إلى أصحاب الحل والربط، رافضين أن تستغل وقفتهم لتمرير رسائل سياسية بعيدة عما سطره شباب الولاية الذي يعي جيدا معنى الوحدة الوطنية والتمسك في إطار سلمي وتضامني لخدمة بلاده، وعلى كون مطالبهم “بسيطة ومشروعة" لا تتجاوز الحق في الشغل والحياة الكريمة التي يحلمون بها في ظل ما يعانونه من حڤرة وتهميش وإقصاء فرضت على شباب الجنوب حسب تصريحاتهم الغاضبة ل«البلاد"، في الوقت الذي أبدى فيه منظمو الوقفة الحاشدة تنظيما محكما جرى بعيدا عن أعين مصالح الأمن التي غابت عن الميدان بأوامر فوقية، تفاديا لأي استفزازات قد تعكر من صفو الاحتجاج السلمي الذي كانت تتخوف بعض الجهات الأمنية بأن يتخذ مسارا آخر غير طريقه المسطر. ومما أثاره المحتجون في عريضة مطالبهم فتح المؤسسات والشركات المغلقة واستحداث مؤسسات لتوفير مناصب شغل مع تشكيل لجان لجان مراقبة من أبناء الولاية لمتابعة قطاع الشغل وإسهام إطارات الولاية في صناعة القرار، مع ضمان حقهم في الحقائب الحكومية والوزارية بما في ذلك الثلث الرئاسي والولاة والدوائر، إلى جانب ترقية وتشجيع الاستثمار ودون أية فوائد ربوية، وإلغاء رخص المرور إلى المنطقة الصناعية كحاسي الرمل لفائدة أبناء الولاية، مع تشديد نص العريضة على إلغاء المؤسسات المناولة ومعاقبة من سموهم مصاصي الدماء.