قال متتبعون للمجال العسكري في منطقة حوض المتوسط، إن إسبانيا تفكر في التخلي عن اقتناء صواريخ من نوع ''توماهوك'' الأمريكية المتطورة جدا، التي يبلغ مداها 1600 كلم، وهذا لتخوف مدريد من لجوء الجزائر والمغرب إلى التزود بهذا السلاح المتطور، في إطار الإستراتيجية الدفاعية للبلدين. وإن كانت وزارة الدفاع الإسبانية قد ربطت تخليها عن التزود بصواريخ من نوع ''توماهوك'' بقيمة 72 مليون يورو، تعود بالأساس إلى ضعف الميزانية الحالية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتوجيه مبلغ اقتناء هذه الصواريخ نحو أهداف تنموية أخرى، بعدما سعت إلى تجديد طلبها للحصول على هذا النوع من الصواريخ سنة ,2005 إلى أن متتبعون للمجال العسكري لإسبانيا، أشاروا إلى أن إسبانيا جد متخوفة من لجوء الجزائر لاقتناء صواريخ إيرانية الصنع ذات المدى المتوسط كرد فعل على ''توماهوك''، كما استند المتتبعون إلى إبرام كل من الجزائر والمغرب صفقات للتسلح، وذلك باقتناء مقاتلات ''ميغ ''29 و''سوخوي'' الروسية الصنع بالنسبة للجزائر، بينما سعى المغرب لاقتناء طائرات ''أف ''16 الأمريكية، وهذا مع مطلع سنة 2000 ، بعدما قامت إسبانيا بتحديث وتدعيم أسطولها الحربي ب 87 طائر مقاتلة من نوع ''يوروفايتر''، وهذا لضمان التفوق الإسباني على دول المغرب العربي، وأشار المتتبعون إلى تمسك الجزائر برفض شراء معدات عسكرية يكون المغاربة قد اقتنوها، في إطار إستراتيجية عسكرية للتفوق الكمي والنوعي، بين البلدين ولهذا لجأت الجزائر إلى الخبرة الإيطالية عبر شركة ''أغوستا ويستلاند''، المختصة في المجال العسكري، إضافة إلى توقيع المغرب صفقة مع شركة لوكهيد الأمريكية، وهي الآن في صدد تجهيز الطلبية المتمثلة في معدات لتحديد الأهداف بدقة تكون ملحقة بالصواريخ. وفسر متتبعون في المجال العسكري في إسبانيا، أن السباق نحو التسلح بين دول حوض غرب المتوسط، والذي تتزعمه ثلاث دول هي الجزائر والمغرب وإسبانيا، من المؤكد أن يدفع هذه الدول إلى البحث عن إستراتيجية عسكرية تكون كفيلة بتحقيق أمرين هما التوازن العسكري مع ضمان القوة التي بها يتم ردع القوى الأخرى، ومن هذا يستخلص أن اقتناء إسبانيا لصواريخ من نوع ''توماهوك'' ، سيجعل الجزائر والمغرب تبحثان عن شراء صواريخ بعيدة المدى لتغطية أراضيها.وكانت صحيفة ''الباييس'' نشرت مؤخرا أن وزارة الدفاع الإسبانية قد أبلغت البنتاغون النية في التخلي عن اقتناء صواريخ توماهوك التي يصل مداها إلى 1600 كلم ويجري تركيبها في السفن الحربية مثل الفرقاطات، في حين أعلنت عن نيتها اقتناء صواريخ أوروبية الصنع قريبة من فعالية ''توماهوك''، وكان البنتاغون قد وافق مبدئيا على رفع نسبة الصواريخ إلى مئة وبدء تسليمها لإسبانيا ابتداء من سنة ,2015 شريطة أن لا تمس هذه الصواريخ بالتوازن العسكري في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.