وزير الخارجية يستبعد فتح الحدود مع المغرب ويصرح: الجزائر تقبل أداء دور الوساطة بين البحرين وإيران
كشف وزير الخارجية مراد مدلسي عن مشاورات مكثفة جرت بين الطرفين الجزائري والعراقي خلال قمة الجامعة العربية الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، تمخضت عن اتفاق ثنائي بتمكين المساجين الجزائريين ببغداد من العودة إلى أرض الوطن في أقرب الآجال. وأكّد مدلسي، في ندوة صحفية عقدها أمس رفقة نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أنّ هناك جهودا ثنائية تبذل من الطرفين لضمان عودة سريعة وعاجلة للمساجين الجزائريين، مشيرا إلى وجود زيارات مكثفة لوفد دبلوماسي جزائري للعراق يطلع من خلالها على وضع المساجين الجزائريين، حيث يتواجد 11 جزائريا في السجون العراقية صدرت بحقهم عدة أحكام قضائية من بينهم 9 تمت إدانتهم بسبب الدخول غير الشرعي إلى العراق في حين تمت إدانة 2 من هؤلاء المساجين بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية في غياب أدلة تثبت ذلك. في سياق آخر، وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تأخد الجزائر دور الوسيط بين مملكة البحرين وإيران بعد الخلافات الحادة بينهما، قال وزير الخارجية البحريني إن العلاقة القائمة بين إيرانوالجزائر تسمح لهذه الأخيرة بأن تؤدي دورا إيجابيا في تحسين العلاقات بين البحرين وإيران، مضيفا أن للبحرين ثقة كبيرة في الدبلوماسية الجزائرية لإيصال هذه الرسالة، وهو الأمر الذي رحب به مدلسي واعتبره تكليفا يستوجب من الجزائر إيصال هذه الرسالة “التفاؤلية" لعلاقات أفضل بين الجارتين البحرين وإيران. وفي موضوع آخر، قال مدلسي خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، إنّ مسألة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب ليست مطروحة في جدول الأعمال حاليا، وأكّد أن فتح الحدود يمر بخطوات لم يمش فيها الطرفان بعد. وأضاف مدلسي أنّ القضية ثنائية تتطلب الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل مناقشة كافة الطرائق والخطوات اللازمة لتحقيق مطلب فتح الحدود، غير أنّه استدرك ذلك وقال إنه لا يرى أي تقدم في هذه المسألة. وفي الموضوع السوري، أشار مدلسي إلى أنّ الجزائر تحفظت على قرار الجامعة العربية بمنح مقعد سوريا الشاغر بعد تعليق عضوية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، للائتلاف السوري المعارض لأسباب ذكر منها الوزير أنّ ميثاق وقانون الجامعة العربية لا يجيز منح مقعد دولة ل«هيئة ليست بدولة". وأكّد مدلسي أنه “يعود للسوريين جميعا أن يقرروا ولا يمكن لأحد أن يقرر في مكانهم"، مشيرا إلى أنّ القرارات التي يتخذها جزء من السوريين وحده لن تدوم طويلا. ودافع وزير الخارجية عن حياد الجزائر تجاه ما يسمى ب«الربيع العربي"، قائلا “لم تكن لدينا قط أي خلافات ولا تمييز في نظرتنا إلى التحولات المسجلة في الدول العربية من تونس وليبيا ومصر وسوريا وغيرها"، مؤكدا أنّ الجزائر تريد أن تحترم كدولة، ومن نفس المنطق لا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. وفي الشأن المالي، وصف الوزير الوضع ب “المقلق جدا"، مؤكدا أنّ الخيار العسكري ليس الحل الوحيد لحسم القضية بالمنطقة، رغم اعترافه بوجود نتائج ملموسة على أرض الواقع، ودعا مدلسي للإسراع في الحوار من أجل مصالحة وطنية تعبد الطريق أمام انتخابات ودستور. وأظهر وزير الخارجية، مراد مدلسي، عجزا عن تقديم الجديد حول مصير الدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين في مالي منذ ما يقارب العام، مكتفيا بالقول “ليس لدينا أنباء أو معلومات جديدة حول الرهائن الدبلوماسيين".