ملفات في اجتماع اللجنة المشتركة قبل نهاية السنة وصف السيد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، خلال ندوة صحفية عقدها أمس رفقة نظيره البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بمقر الخارجية، العلاقات الجزائرية البحرينية بالمتميزة والنوعية والقوية، مؤكدا بأنها توجد في الطريق الصحيح.. وتزداد نموا مستقبلا. وقد أبدى السيد مدلسي ترحيبه الكبير بوزير خارجية مملكة البحرين والوفد المرافق، متمنيا لهم إقامة طيبة في الجزائر من خلال الزيارة التي إستغرقت يومين والمدرجة في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وسمحت باستعراض واسع لفرص توطيد العلاقات بين الجزائر والبحرين. كما تناول الطرفان القضايا الدولية والعربية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك التي تعرف تطورات سريعة، خاصة مع إختتام القمة العربية بالدوحة، وتداعيات الأوضاع في سوريا وكذلك بالنسبة للبلدان التي عاشت هذه الأزمات. وحرص مدلسي على إبراز فرص التعاون بين الجزائر والبحرين، وهذا من خلال تثمين التجربة الجزائرية في القطاع المصرفي.. تخدم فائدة البلدين، كما تم الإتفاق على توسيع التعاون إلى مجالات أخرى، كالثقافة من خلال تعريف الجمهور البحريني بالتراث الجزائري، والعكس صحيح، هذا ما يتطلب متابعة دقيقة في الميزان. وفي الجانب المتعلق بمنح مقعد للمعارضة السورية، تحدث مدلسي مطولا عن هذه النقطة الشائكة التي قال بشأنها بأن ما يجري في سوريا يعدّ أمرا صعبا بالنسبة للعرب والمسلمين.. وليس هناك حلا سحريا ماعدا القبول بخيار الحوار بين السوريين.. ومواقف الجزائر واضح ولا يكتنفه أي لبس أو غموض، وهو التعامل بمسؤولية عالية.. ولا نتدخل في شؤون هؤلاء. وتحفظ الجزائر تجاه منح مقعد للمعارضة السورية يترجم رفضها الخروج عن القوانين المسيرة للجامعة، على أنها متوجهة للدول، داعيا الإخوة السوريين إلى تحمّل مسؤولياتهم إزاء حلّ مشاكلهم حتى لا تأخذ أبعادا أخرى. وأكد مدلسي بأن وضعية المختطفين الجزائريين بمالي صعبة.. لكن ما يتوارد إلينا من معلومات، يكشف بأن تلك الوضعية تواجه بروح المسؤولية القوية.. ويجري التعامل معها.. مؤكدا بأن الجزائر تحمل رسالة مودّة للإخوة في مالي.. وسيتم تجاوز الأزمة.. والجزائريون المتواجدون هناك يعتبرون ضيوفهم والمسؤولية على عاتق هؤلاء.. فمن الضروري إيجاد الحلّ الضروري لما يحدث في هذا البلد، في أقرب وقت ممكن. وحول السجناء الجزائريين بالعراق، أوضح مدلسي بأن هناك اتفاقا مبدئيا على الإجتهاد ثنائيا من أجل عودة هؤلاء.. وهذا ما تم التوصل إليه خلال القمة العربية بالدوحة معربا عن أمله في عودتهم في أقرب الآجال عند تلقي الرد العراقي.. وهذا على ضوء الاتصالات التي جرت بين الوفدين الجزائري والعراقي على المستوى الوزاري ورؤساء الوفود. علاقات نموذجية بين البلدين ومن جهته، أشاد وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد محمد آل خليفة بمستوى العلاقات الجزائرية البحرينية.. معتبرا إياها بالمثل الذي يحتذى به، كونها تستند إلى الإحترام. وفي هذا الإطار، كشف عن توقيع مذكرة للتشاور السياسي التي تعدّ آلية مهمة جدا، تؤطر وتضع نظام مرافقة هذا المسعى.. وستجتمع اللجنة العليا الجزائرية البحرينية قبل نهاية السنة الجارية، بعد أن اجتمعت مرة واحدة منذ تأسيسها. وهذا ما سيسمح مستقبلا من استغلال كل الفرص المتاحة بين البلدين، كفتح مصارف في الجزائر، وتعميق التعاون في قطاعات أخرى كالإجتماعي منها، وكذلك مجال المرأة، منوّها بالمواقف الجزائرية المشرّفة على الصعيد الدولي.. والإفتخار بإقامة علاقات متينة مع هذا البلد. وركز وزير خارجية مملكة البحرين على الشق الإنساني في مسألة سوريا، محذرا من أن هذه القضية تحدث الإنشقاق في الصف العربي.. فالحوار هو النهج الأمثل لتسوية أزمة سوريا. وجدد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ثقته في أداء الديبلوماسية الجزائرية على الصعيد الدولي.. والبحرين تعرف حقا العلاقات بين الجزائر وإيران.. وعلى هذه الأخيرة الإدراك بأنه ليس هناك من يتآمر عليها.. بل أن في جوارها دول تريد لها كل الخير.