أعلنت الجزائر ومملكة البحرين عن انعقاد اللجنة المشتركة، قبل نهاية العام، بالمنامة، لتفعيل مختلف قطاعات التعاون، في حين أبدت البحرين رغبتها في أن تلعب بلادنا دور الوسيط لحل خلافاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال التأكيد على أن "دبلوماسية الجزائر هي خير من يوصل الرسائل إلى أي طرف". وأشاد وزير الخارجية، السيد مراد مدلسي، خلال الندوة الصحافية التي عقدها، أمس، بمعية نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة بمقر الوزارة بنوعية العلاقات التي تربط البلدين. مشيرا إلى أن المباحثات الثنائية سمحت بالتطرق إلى توسيع التعاون في مختلف القطاعات التي يمتلك فيها البلدان إمكانيات استثمارية كبيرة. وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه العلاقات على المستوى السياسي متميزة، إلى جانب بعض فروع التعاون كما هو الشأن في القطاع المصرفي، حيث للجزائر والبحرين تجربة قديمة جدا كانت لها نتائج إيجابية للطرفين. في حين أبدى السيد مدلسي رغبة في أن تتجاوز أطر هذا التعاون الطابع الاقتصادي إلى مجالات أخرى على غرار الثقافة. أما الوزير البحريني، فقد أشار إلى توقيع البلدين على مذكرة للتفاهم السياسي، التي وصفها بالمهمة كونها ترسخ نظاما يضمن التشاور المستمر، كاشفا في هذا الصدد عن عقد لجنة مشتركة للبلدين قبل نهاية السنة، بعد أن اجتمعت مرة واحدة بالجزائر منذ سنوات. كما أكد ضيف الجزائر إرادة بلاده في بحث تطوير التعاون الاقتصادي وفتح المجال للقطاع الخاص والاستثمار في بلادنا، مضيفا أن هناك العديد من المؤسسات البحرينية التي تنشط في الجزائر وتتطلع لتوسيع نشاطها أكثر. وقال إن ما يربط الجزائر والبحرين من علاقات تاريخية هي مثال يحتذى به في العلاقات بين الدول القائمة على التعاون والتشاور والأخوة والاحترام وتقدير المواقف بدقة وتبادل الآراء بخصوص ما يجري في دول الجوار والوطن العربي. مضيفا في هذا السياق "أن التعامل مع القضايا التي تخصنا يجب أن تكون فيما بيننا بدل أن نتعامل بها مع الآخرين". كما أشاد وزير الخارجية البحريني بالمواقف المبدئية غير المستغربة لقيادة وشعب الجزائر، سواء في المحافل الدولية أو المواقف المعلنة إزاء البحرين. من جهة أخرى، لمح الوزير البحريني إلى رغبة بلاده في أن تلعب الجزائر دورا في علاقة المنامة بإيران التي تشهد توترا على غرار دول الخليج الأخرى رغم رفضه تسمية هذا الدور بالوساطة من منطلق أن "الشقيق لا يتوسط"، وأقر بالعلاقة القائمة بين الجزائر وإيران التي وصفها ب”المهمة جدا" وإمكانية أن تصل "رسائل طيبة" من الجزائر إلى الإيرانيين تؤكد بأن دول الخليج تريد لطهران الخير وأنها لم ولن تتآمر عليها في المستقبل كون ذلك ليس من طبعها. واستطرد الشيخ خالد بن أحمد في رسالته للإيرانيين بالقول "لديكم إخوة وجيران يتطلعون لتحسين العلاقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"..."ونحن على ثقة تامة بأن الجزائر ودبلوماسية الجزائر هي خير من يوصل الرسائل إلى أي طرف". ورحب السيد مدلسي بالدعوة البحرينية بأن تحمل الجزائر بقدر الإمكان وبإرادة قوية كل الرسائل المحبة للسلام والتعاون بين الدول العربية بالخصوص وبين الدول الإسلامية بشكل عام، مشيرا إلى أن الرسالة كانت جد واضحة. واعتبرها تكليفا مع التأكيد على استعداد الجزائر لتبليغ هذه الرسائل الودية المتفائلة بخصوص العلاقة بين مملكة البحرين وإيران. وإذ تطرق الوزيران في محادثاتهما إلى الأزمة السورية، فقد جددا في ردهما على سؤال صحافي تفضيلهما الحوار بين الأطراف المتنازعة، حيث أشار السيد مدلسي بخصوص تحفظ الجزائر حول منح مقعد للمعارضة في الجامعة العربية إلى أن ذلك يخالف القوانين وأن بلادنا ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وليس لديها مشكل مع الطرفين. وقال "نكن إرادة أخوية لجمع الشمل بين السوريين وأدعوهم لأن يأخذوا على عاتقهم بصفة كلية أمورهم الداخلية حتى لا تعرف سوريا التطورات التي عرفتها دول أخرى وتجرها إلى مشاكل أخطر"، مجددا الدعم لكل الجهود التي تأتي من السوريين أنفسهم. في حين أكد أن تعامل الجزائر على المستوى الرسمي يكون مع الدول والأنظمة. أما الوزير البحريني، فقد برر موقف بلاده بخصوص تأييد منح مقعد للمعارضة بتفادي حصول الانشقاق في صفوف الموقف العربي والعمل على تجاوز المحنة، مفضلا التركيز على الجانب الإنساني لهذه الأزمة وعبر في هذا الصدد عن أمله في بذل جهود أكبر لتمكين العديد من اللاجئين السوريين الذين يقبعون في المخيمات من العودة إلى ديارهم. وفي هذا الصدد، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية تضامنه مع الشعب السوري، مبرزا إرادة بلادنا للمضي قدما في تقديم مساعدات لتخفيف معاناته.
الجزائر تتعامل بكل مسؤولية مع قضية الرهائن في شمال مالي وفيما يتعلق بقضية الرهائن الجزائريين في شمال مالي، أكد السيد مراد مدلسي أن الجزائر تتعامل بكل روح مسؤولية مع قضية الرهائن الجزائريين في شمال مالي، مشيرا إلى أن الرهائن الجزائريين يعيشون وضعية "صعبة" استنادا إلى المعلومات المتوفرة لدى السلطات الجزائرية وأنهم يتقبلون هذه الوضعية بكل "شجاعة وروح مسؤولية". وقال في هذا الصدد، إننا نتعامل بنفس روح المسؤولية مع قضية هؤلاء الرهائن ونحن حاملين لرسالة مودة واحترام لكل الأخوة في مالي ونأمل في أن تتجاوز هذه الدولة أزمتها في أقرب وقت ممكن". مشيرا إلى أن هذا المسعى "لن يتأتى إلا بفضل مجهود الماليين أنفسهم"، مذكرا بأن الجزائريين المختطفين "الذين كان همهم الوحيد خدمة ومساعدة مالي تقع مسؤوليتهم على عاتق الماليين". وعبر رئيس الديبلوماسية الجزائرية في هذا الصدد عن أمله في أن تصل الرسالة إلى كل طرف يستطيع العمل على حل الأزمة في مالي عامة ومشكل الجزائريين المختطفين على وجه الخصوص. للإشارة، فإن قنصل الجزائر بغاو (مالي) وستة من معاونيه قد تم اختطافهم في ال5 أفريل 2012. وفيما يتعلق بوضع السجناء الجزائريين في العراق، أكد السيد مدلسي أن الطرفين اتفقا مبدئيا خلال القمة العربية الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة "على اجتهاد ثنائي من أجل عودة هؤلاء المسجونين إلى الجزائر". معربا عن أمله في أن يتم هذا الرجوع "في أقرب الآجال فور تلقي رد الطرف العراقي"، مذكرا في هذا الشأن بمحادثات الوفد الجزائري مع نظيره العراقي على المستوى الوزاري ورؤساء الوفود. يذكر أن 11 جزائريا يوجدون في السجون العراقية وصدرت بحقهم عدة أحكام قضائية من بينهم 9 تمت إدانتهم بسبب الدخول غير الشرعي إلى العراق في حين تمت إدانة 2 من هؤلاء المساجين بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية في غياب أدلة تثبت ذلك. وكان السيد مدلسي قد تحادث في وقت سابق مع وزير خارجية مملكة البحرين، حيث تمحورت المحادثات حول المشاورات السياسية بين البلدين في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد ترحم وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أمس، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية أمام النصب التذكاري المخلد للشهداء. وقام الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. كما توجه إلى متحف المجاهد، حيث اطلع على رموز وشواهد على كافة مراحل الثورة الجزائرية ووقع على السجل الذهبي بقبة الترحم.