اتهم جناح عبد الله جاب لله فاتح ربيعي رئيس حركة النهضة بالوقوف وراء فشل مسعى الوحدة الذي كان محل نقاش ومفاوضات بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، وكذا اختلاق الأعذار وتلفيق تهمة فشل المسعى للآخرين، في إشارة إلى اتهامه رفقة قياديين في النهضة لجاب الله بإفشال مشروع الوحدة عبر المبالغة في الشروط والمطالبة بالصلاحيات الواسعة. وأوضح لخضر بن خلاف الرجل الثاني في جناح جاب الله أنهم تفاجأوا على -حد تعبيره- بالتصريحات الأخيرة لفاتح ربيعي لإحدى اليوميات الوطنية يعلن فيها فشل مشروع الوحدة بين الطرفين، ويتهم جاب الله بشكل صريح وعلني بالوقوف والتسبب في هذا الفشل. وأضاف بن خلاف الذي وصف فاتح ربيعي ب''الخداع'' والذي يعمل على تلفيق التهم للآخرين أن موضوع الصلاحيات الذي تكلم عنه ربيعي لم يطرح -حسبه- على الإطلاق في اللجان المشتركة التي شكلت بين الطرفين، موضحا أن الأمر لم يطرح ويوجد في الوثيقة التي تم تدوينها بين الطرفين دائما. وتابع بن خلاف يقول ''آخر اجتماع للجنة كان في مقر النهضة وبحضور ربيعي نفسه وموضوع الصلاحيات الكبيرة التي يقول إننا طالبنا بها لتكون في يد جاب الله لا وجود لها وهي من اختلاق ربيعي الذي نافقنا بكل صراحة... لقد أثرينا مسألة وضع قانون أساسي جديد بما أننا مقبلون على مؤتمر لكنه رفض وتمسك بشدة بضرورة الإبقاء على القانون الأساسي الحالي، وهنا اللغز...''. ووعد هذا المتحدث بأن جناحه سيقوم خلال الأيام المقبلة بكشف هذا الوثيقة للرأي العام الوطني وتبيين مدى التحامل الذي أباه ربيعي، وتهجمه ضد شخص جاب الله تحديدا، وعن فحوى هذه الوثيقة تحفظ ذات المتحدث عن الإسهاب في تفاصيلها واكتفى بالقول إنها تحوي الكثير من النقاط التي تم الاتفاق عليها كأرضية قابلة للنقاش للوصول إلى موضوع الوحدة، لكنها تدحض حسبه إدعاءات قيادة النهضة التي أرادت التنصل من المسؤولية أمام مناضليها وأمام الرأي العام الوطني حتى لا تظهر بمظهر الهارب من المشروع، ملمحا في ذات السياق إلى انسياق ربيعي وجماعته وتأثرهم بتدخلات من محيط الحركة القديم للحيلولة دون عودة جاب الله إلى النهضة. ولم يتوقف هنا بل عاد إلى ما حدث في النهضة سنة 1999 واتهم ربيعي ب''المخادع'' الذي فعلها مرتين، المرة الأول في دورة المجلس الوطني في ديسمبر 1998 حينما وعد جاب الله بالوقوف معه ضد المنشقين بقيادة آدمي ودربال لكنه غير رأيه وتخندق في صف المنشقين، والثانية حسب بن خلاف فعلها هذه المرة عندما انقلب كليا وتنكر لكل ما تم من جهود من أجل الوحدة، واسترسل قائلا: ''في الحقيقة لقد تعودنا على هذه الأمور من فاتح ربيعي لقد فعلها مرتين عندما خاننا في 1998 والثانية عندما أراد تلفيق مسؤولية تعثر وفشل المشروع لنا من أجل التهرب من تحمل المسؤولية. يذكر أن قياديين في حركة النهضة ومن بينهم الرئيس فاتح ربيعي كانوا قد وجهوا أصابع الاتهام مباشرة إلى عبد الله جاب الله بالوقوف بطريقة مباشرة في فشل مساعي الوحدة، من خلال التمسك بشروطه التي وصفوها بالمبالغ فيها والتعجيزية، في إشارة إلى الصلاحيات التي طالب بها جاب الله كشرط رئيسي من أجل رجوعه والتي تجاوزت حسبهم صلاحيات المجلس الشورى، لتليها تصريحات لربيعي وهي القطرة التي أفاضت الكأس بين الطرفين والتي جعلت حرب التصريحات تبدأ بين جاب الله وربيعي وتنذر بمسلسل طويل بينهما خلال الأيام المقبلة.