تستعرض جبهة التحرير الوطني عضلاتها اليوم في فندق الرياض قوتها التعبوية والتنظيمية تحسبا لسباق التجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة ''السينا'' المزمع إجراؤها أواخر السنة، وذلك من خلال تنظيم أول لقاء تحسيسي لمنتخبي الحزب بالمجالس البلدية لسبع محافظات بالعاصمة وأعضاء الحزب في المجلس الولائي لولاية الجزائر.وهذا وفق توصيات التعليمة الداخلية رقم 12 التي تحدد شروط وضوابط تنظيم عملية الانتخابات التمهيدية عبر محافظات الحزب في 48 ولاية. اللقاء الذي يشرف عليه عبد العزيز زياري بصفته عضو أمانة الهيئة التنفيذية مكلفا بالمنتخبين، يهدف في ظاهره حسب مصادر أفلانية متطابقة إلى تجميع المترشحين عبر محافظات جبهة التحرير الوطني لولاية الجزائر الذين سيتنافسون على العملية الانتخابية التمهيدية في ضوء الاستحقاق الهام. أما سياسيا فاللقاء يعد في جوهره استعراضا للقوة لاسيما إذا علمنا قائمة المترشحين المفترض تقديمهم للمنافسة على شرف تمثيل الأفلان في استحقاقات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المرتقبة في الشهر القادم. وكشفت مصادر ''البلاد'' أن قائمة المترشحين للانتخاب الأولي التأهيلي تتقدمها أسماء من العيار الثقيل أمثال مختار بوروينة، بن شابي، سلوغة محمد الصالح ومحمد جفال، وهم على التوالي رئيس المجلس البلدي لسيدي امحمد عن محافظة الجزائر الوسطى، رئيس مجلس بلدية البرج البحري عن محافظة الدارالبيضاء، أمين عام محافظة بوزريعة وعضو المجلس الولائي ورئيسه بالمجلس ذاته محمد جفال. وتذكر مصادرنا أن هذا الأخير أوفر حظا من مرافقيه في قائمة جبهة التحرير الوطني، فضلا عن الدعم الفوقي الذي يحظى به رئيس المجلس الولائي. سباق تشير المؤشرات إلى أنه سيعرف دون شك تنافسا حادا بين عدة أسماء، إن لم يحدث طارئ كاللجوء إلى تزكية رئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة وإبداء روح التضامن وسط قواعد الحزب، والدعوة لحشد الدعم له على نطاق واسع في ضوء الانشقاقات المحتملة في صفوف الجبهة ولقطع الطريق على غريمه رويبح السعيد مرشح الأرندي الذي يعد المنافس الكبير لمرشح الأفلان باسم حزبه في ولاية العاصمة وسط منافسة لصيقة لمرشحي حركة مجتمع السلم والجبهة الوطنية الجزائرية. وتبقى الأنظار مشدودة للتنافس على أصوات المنتخبين المحليين لحزبي العمال وجبهة القوى الاشتراكية اللذين أعلنا مقاطعتهما لهذا الموعد الهام. وتظل بورصة الأصوات ما بين مرشح الأرندي والأفلان والتحالفات السرية قائمة بل سيدة الموقف في ظل الطموح للظفر بمقعد تمثيل العاصمة بمجلس الأمة وإرادة الهيمنة عليه، خاصة في ضوء التنافس الشديد بين الأفلان والأرندي منذ استحداث مجلس الأمة عام 1997 لما لرمزية المقعد العاصمي بالذات وسقف أهمية العضوية في ثاني مؤسسة دستورية في البلاد.