استبقت بعض العائلات المصرية القاطنة بالجزائر، الدقائق الأخيرة لإطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة الحدث التي احتضنها ملعب القاهرة أمس، لترجيح كفة الفوز لصالح ''كتيبة'' الشيخ سعدان، حيث أكد العديد من المصريين المتواجدين بالجزائر في لقاء ب''البلاد''، أن أجواء الاحتقان والشحن التي عكرت السير الأمثل للقاء الفراعنة بالخضر لم تجد صداها لديهم، رافعين علم الجزائر بترديد عبارة ''وان تو تري، فيفا لالجيري''. لقاء الأشقاء سيضمن تأهل العرب للمونديال وكشفت أميمة زكي، 32 سنة، أن ''الوجه الإيجابي لموقعة القاهرة التي حركت كواليسها العديد من الجهات المتعصبة، يتمثل في تمكين فريق عربي لاقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال .''2010 أما سمير حسين، موظف بإحدى المؤسسات الخاصة، فقد أكد من جهته أنه كان في منأى عن جميع الأقاويل المغرضة قائلا: ''صدقوني، مشاهدتي للمباراة مبنية على الروح العربية، وبالرغم من أنني مصري أبا عن جد، وأقطن ببلد المليون ونصف المليون شهيد منذ أزيد من 15 سنة، إلا أنني لم ولن أتحيز لأي جهة، المهم أن الفوز المحرز عربي بحت''. ''أنا مصري وشجعت الخضرا طيلة الماتش'' وقد خرج محمد إسماعيل عن صمته، ليفجر بذلك ما قد تعتبره الجماهير المصرية قنبلة موقوتة أو عمالة وخيانة لصالح الكفة الجزائرية، حيث قال ''إن تشجيعي للمنتخب الجزائري استند على ركيزة موضوعية وهي فارق النقاط بين البلدين''، مسترسلا القول ''لقد منحتني الجزائر منصب عمل جيد وضمنت لأبنائي ظروف معيشية ممتازة لذلك فواجب تشجيع أشبال الشيخ سعدان واجب مقدس لي''. عائلات مصرية بالجزائر قاطعت ''معركة القاهرة'' في حين أكدت عائلة خالتي بهيجة القاطنة بحي بلكور الشعبي، أنها لم تشاهد المباراة التي وصفتها ب''معركة الإخوان''، معللة الموقف بالقول ''عدم مشاهدة المبارة لم يأت من الخيال بل له أسباب قوية، أولها السياسة المحرضة التي اعتمدها الجانبان المصري والجزائري، بالإضافة إلى أن البلدين يتخبطان في مشاكل اجتماعية لا تعد ولا تحصى، من بينها البطالة وأزمة السكن، لذلك فليس لنا خاطر لتهميش ما هو أهم ومنح الأقل أهمية حجما غير ذلك الذي يليق به''. عذرا يا جزائر... فالاعتداء جاء من خائن وفي ردهم على الاعتداء الوحشي الذي استهدف عناصر الخضر ساعات قبل مباراة أمس، عبرت الجالية المصرية بالجزائر خلال حديثها ل''البلاد'' عن أسفها الشديد حيال ما حدث بأرض الكنانة، مشيرة إلى وجود مؤامرة خبيثة تسعى للإطاحة بالعلاقات المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين.. وقد جاء اعتذار الجالية المصرية متزامنا مع امتناع السلطات المصرية ذاتها عن المبادرة للتقدم بالاعتذار لكافة الشعب الجزائري.