لم تتعدّ نسبة الملقحين بمستشفى مصطفى باشا 1%، فمن أربعمائة طبيب لم يستطع ذراع وزير الصحة الذي تعرض للحقن أمام ''ربي وعبادو'' إقناع إلا ثلاثة إطباء تطوعوا لرفع ''المورال'' لبركات. وكل ذلك حدث قبل أن تضاف إلى قائمة المتوفين طبيبة مختصة في الإنعاش بمستشفى سطيف لايزال البحث جاريا عن سبب وفاتها، أهي جرعة زائدة من لقاح تلقته قبل موتها بساعات أم هو الانتحار كما أريد له أن يفسر حتى تمر عاصفة الربط بين ما حدث للطبيبة وما يذاع عن فعالية اللقاح في قتل الفئران والإنسان. الوزير الذي عجز عن إقناع حتى موظفي وأطباء قطاعه بنجاعة لقاحه، والوزير الذي نقل معركته من التصدي للخنازير إلى الذود عن شرف لقاحه المشبوه في محاولة لتسويقه أو ''تحقينه'' للمواطنين دون ريبة وخوف، ذاك ال''بركات'' ملزم بأن يجد صيغة أخرى غير ذراعه حتى يقنع أولا عمال قطاعه بالتلقيح، وبعدها يمكنه أن يقنع المواطن بأن اللقاح أقل ضررا من الأنفلونزا ومن الخنازير ومن جنون ''الحلاليف'' الذي تتخبط فيه مخابر ومخازن وزارة الصحة بعدما عجزت ذات الوزارة عن تنظيم حملة متطوعين يؤكدون أن هذه الحكومة لاتزال فيها ثقة أو بقية من ثقة.. أمام شبح أن يظل لقاح بركات مكدسا نتيجة إعراض المواطن عنه، فإن الحكومة مجبرة على أمرين لا ''لقاح'' لهما، فإما أن تنظم استفتاء شعبيا تلقحه بنسبة 99 % من نعم ''للتلقيح'' أو، وهو الأقرب والألقح، أن تستصدر لها قرارا إلزاميا يجبر الوطن كله على الحقن بلقاح لا يزول بزوال الخنازير..