أخذت احتفالات عيد المرأة هذه السنة لونا انتخابيا خاصا كون اليوم الآدمي للاحتفال بالنصف الآخر للمجتمع تزامن وتحرش الجنس الخشن بالكرسي الكبير. ولأن الزمن زمن غزل واليوم يوم تغزّل بصوت المرأة الانتخابي، فإن السادة الذكور من الوزراء إلى بوابي الترشحيات، ركبوا موجة التغني بحرية وحقوق المرأة وكلهم لربات وسكرتيرات بيوتهم شاكرين ومراودين ومتوسدين.. الجمعيات النسوية رقصت وتراقصت على أنغام التحرش الانتخابي وسوق العرض والطلب في هذه المناسبة التاريخية فتح شهية نساء واقفات وعدهنّ الرئيس المترشح بالحق الدستوري في الركوب المريح باتجاه الهرم السلطوي. ولأن العيد أصبح عيدين والفتح أصبح فتحين، فإن على دعاة حرية المرأة ممن تكلّمن باسم عشرة آلاف أم عازبة تلتحف تضامن وزارة ولد عباس أن يجبن على سؤال التالي: أي حرية وأي طموح ذلك الذي جعل المرأة المحصنة والمقدسة والمكرمة عرضة للكلاب الضالة تحت شعار تحرري أخرج بناتنا من سلطة الأب والأخ والعم إلى سلطة الشارع، حيث مشيئة الجسد الأنثوي في تغطية ما شاء من المحرومين سواء كانوا مسؤولين باردين أو مهوسين أحرارا.. حرية المرأة من حرية المرعى، وبناتنا اللواتي يعشن إجهاضا فكريا واجتماعيا لا يحتجن إلى تبوؤ الرئاسة أو "التميّر" بقدر ما يحتجن إلى حقهنّ في حفظ كرامتهنّ في وظائفهن الصغيرة، بعدما أثبتت تجارب عملهنّ أن أغلبهن تذوّقن مرارة أن تلامس يدي المسؤول، المحترم حرمانه، خصلات أو خصر سيدات وطالبات لا وزر لهنّ سواء أنهنّ جئن يطلبن خبزا فكان ثمن الخبز صدفة التلامس، وعفوا، سيدتي، لم أكن أقصد ولكنه الحرمان والبحث بين جفنيك عن الآمان.. حينما يقرّ ولد عباس بأن وزارته المصون أحصت عشرة آلاف أنثى متلاعب ببطنها باسم "وللحرية الحمراء باب"، نفهم أن حرية المرأة في صيانة استعبادها الذي يحفظ لها أمومة الكرامة والعزة. أما أن ترقص نون النسوة الجمعوية في محفل تحرش انتخابي وتساوم على مسؤولية تمر عبر الغزل فإن غناء الراقصات لا يعني حرمي ولا ابنتي وصديقتها ابنة الجيران..