تعاني أكثر من 400 عائلة المتواجدة بشارع واد السمار القديمة بمقر البلدية واد السمار من خطر انهيار سكناتها، حيث تحوّلت حياة العائلات القاطنة بتلك البنايات إلى كابوس حقيقي بعد التصدعات والتشققات التي ظهرت بالبناية رغم ترميمها بعد زلزال 21 ماي .2003 وخلال تنقلنا إلى عين المكان، عبّرت معظم العائلات بالحي المذكور عن استيائها وتذمرها لعدم تحرك الجهات المعنية لانتشالها من الخطر المحدق بها جراء تواجدهم ببنايات مهددة بالسقوط. وأوضح ممثل السكان أن البنايات عقب زلزال ماي 2003 خضعت لعملية الترميم، إلا أنها مازالت تعاني من التشققات نظرا لقدمها، وأضاف نفس المتحدث أن هذه العمارات صنفت سنة 1985 من طرف خبراء صينيين ضمن الخانة الحمراء. وحسب أحد القاطنين بالحي، فإن المسؤولين لم يعطوا لهم أي فرصة للتعبير عن معاناتهم، إذ أنهم قاموا بعدة مراسلات إلى السلطات المعنية لكن دون جدوى، حيث أكدوا أن مسؤولي البلدية رفضوا استقبالهم حتى في أيام الاستقبال. وما زاد من معاناتهم، ضيق الغرف التي تأوي في بعض الحالات 9 أفراد بمسكن يتألف من ثلاث غرف أو غرفتين، مما أدى بالسكان إلى بناء بيوت قصديرية بمحاذاة عماراتهم، وذلك عن طريق استغلال أرض مجاورة للحي، حيث قاموا بغلقها بجدار به باب للدخول الجماعي. وأكدت أغلب العائلات القاطنة بتلك البيوت القصديرية أنه تم بناؤها في عام 2003 والسبب -حسبهم- لا يعود إلى التشققات التي ظهرت على بناياتهم عقب زلزال 2003 وإنما أزمة السكن هي التي دفعت ببعض العائلات بتلك البنايات إلى البناء لعدم قدرة شققهم على استيعاب كل أفراد العائلة.. وقال محدثونا إن بناء هذه البيوت القصديرية التي بلغت 16 بيتا كان بعلم البلدية التي دعمتهم بمواد البناء، ووعدتهم البلدية آنذاك، حسب محدثينا، بترحيلهم قريبا، حيث قامت بتسجيلهم ضمن قائمة المستفيدين من السكنات عند توفرها. وقال أحد السكان إن هروبهم من أزمة السكن ولجوئهم إلى بنايات فوضوية جعلتهم يواجهون مشاكل أخرى والمتمثلة في تسرب المياه إلى مساكنهم مع تساقط الأمطار، وانتشار الرطوبة التي تسببت في ظهور أمراض الحساسية عند أغلب أفراد العائلات، إضافة إلى عدم قدرتهم ولو للحظة البقاء بالبيت في منتصف النهار نظرا للحرارة الخانقة. ولهذا تطالب العائلات المتواجدة بحي واد السمار القديمة من السلطات المحلية بترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال.