ستفتح حركة النهضة ورشة نقاش موسع حول خطها وخطابها السياسي، وذلك خلال ملتقى الإطارات الذي ستفتتح أشغاله صبيحة غد الجمعة في العاصمة تحت شعار ''التكوين المتميز والأداء الفعال'' بحضور إطارات من الحركة وخارجها. وفضلت النهضة هذه المرة إشراك الآخر سواء المغاير أو غير المهيكل في إطار التنظيمات المختلفة القائمة في الجزائر من أساتذة مختصين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الفكرية. وتأتي هذه الخطوة حسب ما أكد فاتح ربيعي الأمين العام للحركة تتويجا لجلسات تقييم أداء حركة النهضة خلال السنة الماضية ووضع استرتيجية جديدة للسنة الجارية من قبل المجلس السياسي للحركة خلال نفس الملتقى. ويتزامن ملتقى حركة النهضة والأوضاع غير العادية التي تعرفها الجزائر من حيث تعدد مظاهر الفساد بمختلف أنواعه وانفجار الفضائح على مستوى غير مسبوق أدى إلى بروز امتعاض كبير في الأوساط الشعبية ولدى الطبقة السياسية وأطلق العنان لتساؤلات كبيرة استعصى فك طلاسمها من قبل المهتمين والمتتبعين وأكبر هذه الأسئلة تبقى محصورة في الخلفيات والأبعاد وما سوف يترتب عما يشبه المخاض الذي تعيشه الجزائر خاصة في ظل بداية تشكل شبه إجماع بأن الجزائر على مشارف مرحلة جديدة قد تطول مرحلتها الانتقالية وقد تقصر. وعلى هذا الأساس لا يستبعد متتبعون للشأن الإسلامي في الجزائر أن تكون حركة النهضة من خلال خطوة محاولة تحسين الأداء التي اتخذتها من بين الأحزاب السياسية التي تستهدف التموقع من جديد في الحلبة السياسية التي لن تتأخر في الإفصاح عن هويتها. ولعل ما يؤكد هذا الطرح في نظر هؤلاء المتتبعين للبيت النهضاوي هو رفض الحركة خلال المؤتمر الثالث في أوت الماضي، العدول عن خيار المعارضة السياسية والموافقة على استحياء بمصطلح الإيجابية في ممارسة المعارضة وإن كانت ذات الإضافة من قبيل نفل القول، إضافة إلى الأداء الذي تميزت به النهضة منذ المؤتمر السابق من المعارضة وذلك من خلال المواقف المختلفة التي عبرت عنها الحركة على لسان الأمين العام وبعض إطاراتها. ولكن مع كل هذا لم يخلو أداء النهضة خلال هذه المرحلة من ملاحظات كان أبرزها تحول الحزب إلى ما يشبه ''النقابة السياسية'' وإن كانت النهضة في الحقيقة لا تشكل في هذا التحول الذي أصاب جملة الأحزاب السياسية الجزائرية استثناء ويعزو المتتبعون هذا التحول المخالف إلى حد ما للطبيعة في كينونة الأحزاب السياسية الجزائرية بما فيها الإسلامية إلى المناخ السياسي العام في الجزائر ولكن دون أن يعفي كل هذا ذات الأحزاب وبالأخص الإسلامية بالذات من مسؤولية لازالت ذات الأحزاب تمارس حيالها سياسة الفرار إلى الأمام وترفض مواجهتها لأسباب للأسف أكثرها في رأي المهتمين غير مقنعة. وبدخول الجزائر مرحلة ''المخاض'' يمكن أن يتفهم طموح التموقع الجديد لدى حركة النهضة والذي بقي يراودها منذ انفراط عقد الائتلاف الحكومي خاصة في ظل بداية بروز إرهاصات آية الاستبدال أو التولي السياسي. ومها يكن من أمر فإن طموح النهضة المشروع يبقى محكوما بحل معادلة من مجهوليها المتاح والممكن