استهجنت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التي تحامل فيها على الجزائر، ووصفته بأنه ''خادم سيّئ الصيت والسمعة''، وأنه مجرد عميل لدى الإدارة الأمريكية، تنكر لمبادئه الاشتراكية بعدما ارتمى في أحضان حزب اليمين الفرنسي. لم تستسغ حنون ما صرح به كوشنير من أن العلاقات الفرنسية الجزائرية ستكون ''أقل تعقيدا حين يغادر جيل الاستقلال السلطة في الجزائر''، وردت عليه خلال عرضها التقرير السياسي لاجتماع مكتب حزب العمال بالعاصمة يوم أمس قائلة ''هو لا يتوانى في حشر نفسه في الشؤون الداخلية للجزائر''، مضيفة أن هذا الأمر لم يفاجئها كون أن لرئيس الدبلوماسية الفرنسية سوابق في قضايا التدخل بالمسائل الداخلية للبلدان من باب الأعمال الإنسانية، في إشارة إلى تستره بغطاء منظمة أطباء بلا حدود للتدخل في عدد من بلدان إفريقيا السمراء، مضيفة أن كوشنير خادم الإدارة الأمريكية كما وصفته، ''يطمح من وراء ذلك إلى أن تصبح الجزائر عراقا جديدا بعدما يتولى إدارتها مالكي الجزائر'' على حد تعبير المتحدثة. في السياق ذاته، توجهت زعيمة حزب العمال بحديثها إلى الوزير الفرنسي بالتأكيد على أن تحسين العلاقات الثنائية بين الجزائر وباريس، ترتكز على أسس الاحترام المتبادل وليس وفق منظور الوزير الفرنسي، وبرغم حالة الاستهجان التي سجلتها على تصريحاته لكنها رأت فيها ''رأيا شخصيا لا يمثل موقف الشعب الفرنسي''. وفي سياق متعلق بالملفات المعقدة بين البلدين، وعلى رأسها ملف التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية الذي يزيد من حدة التوتر بين الدولتين، أكدت حنون أن تلك التجارب تعد جرائم إنسانية لا تسقط بالتقادم، وعلى فرنسا أن تقدم التعويضات لضحايا التجارب إلى الدولة الجزائرية التي تتولى بنفسها تقديمها للضحايا حتى يتم التكفل بكافة جوانب القضية. ورغم ''العداء'' التي أظهرته حنون تجاه باريس، التي قالت إنها ''فقدت قيمها الأخلاقية''، فقد جددت تحفظاتها ورفضها مشروع قانون تجريم الاستعمار المقدم إلى الغرفة السفلى بالبرلمان الذي رأت فيه زيادة في حدة التوتر القائمة حاليا.