شهدت أمس المؤسسات التربوية، على المستوى الوطني، شللا تاما على إثر الاستجابة الواسعة لأساتذة الأطوار التعليمية الثلاثة لنداء الإضراب المتجدد الذي دعت إليه نقابتا ''الأنباف'' و''الكنابست''، حيث شلت أغلبية المؤسسات التربوية بالعاصمة ومختلف ولايات الوطن بنسبة مئوية تراوحت بين 80 و98 بالمائة حسب تقديرات النقابات. نجحت نقابتا ''الكنابست'' و''الأنباف'' في شل مختلف المؤسسات التربوية في أول يوم من الإضراب حيث تم تسريح التلاميذ على الساعة الثامنة صباحا وإغلاق المؤسسات التربوية. وقال المنسق الوطني للكنابست، نوار العربي، إن الإضراب الذي انطلق أمس عرف استجابة لم يسبق لها مثيل وفاقت الاستجابة التي لقيها إضراب الثلاثة أسابيع الذي تم تنظيمه شهر نوفمبر الفارط. وقال المتحدث في تصريح ل''البلاد'' إن النسبة الوطنية تراوحت بين 80 و90 بالمائة صبيحة أمس. وبلغة الأرقام قدر المتحدث نسبة الاستجابة للإضراب في ولاية تبسة ب80 بالمائة، عنابة 88 بالمائة جيجل 88 بالمائة، البرج 92 بالمائة عين تيموشنت 32,93 بالمائة، البليدة 80 بالمائة وعين الدفلى 80 بالمائة. وبولاية ميلة تم تسجيل 96 بالمائة. من جهته قدر المكلف بالإعلام على مستوى الكنابست، مسعود بوديبة، نسبة الأساتذة الذين استجابوا للإضراب في الطور الثانوي ب 72,89 بالمائة، مع نسبة استجابة تقدر ب 98 بالمائة في الثانويات. وأكد نوار أن نجاح الإضراب يلزم الحكومة بالتعامل مع القطاع بكثير من الاحترام ويلزمها أيضا بالاستجابة للمطالب المرفوعة التي تمثل مطالب المعلمين والأساتذة وليس النقابات. وردا على تصريحات الحاج دلالو، الأمين العام لفيدرالية أولياء التلاميذ، الذي قال إن الإضراب غير مبرر وتحركه أطراف، قال نوار إن ما يحرك الأساتذة والمربين هم التجار وغياب رقابة الدولة وضعف القدرة الشرائية وغيرها من المشاكل التي أثقلت كاهل المربين. من جهته قدر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في اليوم الأول من الإضراب نسبة الاستجابة لجميع الأطوار(ابتدائي، متوسط، ثانوي) بين 80 و98%، مؤكدا وجود هبة قوية من طرف عمال التربية ردا على الزيادات الزهيدة وتحايل الوصاية، إضافة إلى رفضهم الأوضاع المزرية التي يعيشونها. وأشار الأنباف على لسان مكلفه بالإعلام، عمراوي مسعود، إلى بعض الضغوط الممارسة من طرف بعض المعلمين الرئيسيين (مدراء ومفتشي الابتدائي) منددا بهذه التجاوزات الممارسة على موظفي القطاع. وأضاف المتحدث أن التهديدات بالخصم من المرتبات لن يزيد الأسرة التربوية إلا إصرارا بالتمسك بمطالبها المشروعة، ومواصلة الإضراب. وبلغة الأرقام أشار المتحدث إلى تسجيل نسبة 72 بالمائة في الوادي، 90 بالمائة في معسكر، خنشلة 95 بالمائة، وهران 97 بالمائة، إليزي 97 بالمائة، عين الدفلى 98 بالمائة، البرج 98 بالمائة، الجزائر غرب 2,92 بالمائة، الجزائر شرق 85 بالمائة، وسط 97 بالمائة. وجدد التنظيم المطالبة بإضافة منحة معتبرة على الأقل لكل الأسلاك، مع استدراك موظفي المصالح الاقتصادية بمنحة خاصة تعوضهم عن الإجحاف الذي مسهم والتوقيع على القرار الوزاري الجديد المتعلق بالخدمات الاجتماعية، وتتويج عمل لجنة طب العمل بمحضر مشترك تعبيرا عن التزام الوزارة بالتجسيد الفعلي لطب العمل، إلى جانب التعجيل في إصدار ملف النظام التعويضي للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين.
