هل يدرك الجزائريون أنهم يتنفسون عبر رئات السيارات؟ ويسددون من جيوبهم ثمن انتحارهم البطيء في الطرقات؟ وأن مستقبلهم تحول إلى كومة حديد مرمية على قارعة الطريق؟
لو تسنى لي أن أجيب لقلت.. إنهم لا يدركون أن استيراد نصف مليون سيارة في تسعة أشهر.. وبقيمة (...)
بين أيدينا جملة أرقام رسمية عن الاقتصاد الجزائري.. وأقدر أنها حقيقية إلى أبعد حد.. أعرضها عليكم.. من منطلق اعتقادي أنها تهمكم لسببين على الأقل.. الأول.. هي ذات صلة مباشرة بجيوبكم أي بمعاناتكم اليومية.. والثاني أنها تفسر الحالة المزرية التي آل إليه (...)
كان الشعار العملي في الثورة الفرنسية.. أن (اشنقوا آخر ملك.. بأمعاء آخر قسيس).. وقد فعلوا ذلك.. بكثير من القسوة والدموية.. وطويت صفحة الملكية في فرنسا إلى الأبد.. ونحيت الكنيسة جانبا.. وولدت أول ديمقراطية فعلية في العصر الحديث. بعد أزيد من قرنين.. (...)
حين تحدث ضحايا سوريون عن براميل تلقيها عليهم طائرات الأسد.. لتسقط عشوائيا على رؤوس سيئي الحظ.. كان الاعتقاد في البداية.. أن قنابل فراغية فتاكة تلقى على الضحايا.. مثل التي جربها بوتين على العاصمة غروزني.. فكتم بها أنفاس المدينة الثائرة.. وأحالها (...)
للمرة الألف يجروننا نحو معركة تقع خارج الأحداث.. ويفرضون علينا أن نقاتل عدوا وهميا.. يناوشنا من بعيد.. ثم لا يلبث أن يختفي.. تاركا وراءه دخانا يتلاشى بسرعة.
بعض المسلمين.. ينشغلون كثيرا بأمثال هذه المعارك.. ويستنفدون قواهم في خوضها.. حيث كان يجب (...)
أتساءل أحيانا: ماذا لوقررت أوروبا وأمريكا في لحظة ما.. أن تكشف كل أسرار العرب.. وأن تفتح ما لديها من علب سوداء.. ليتفتق منها سيل الفضائح.. جارفا في طريقه كل العملاء والخونة وتجار الأوطان؟ ماذا لو أن هؤلاء الذين يحتفظون في خزائنهم بالأرشيف العربي (...)
السبب الأول.. نشأة الدولة الشيعية الأولى.. كان هنا في الجزائر.. وهو ما يراه دعاة التشيع مبررا كافيا للترويج لمعتقدهم في هذا البلد.. من باب أن التشيع عندنا أصيل وغير وافد.. كما يدعون!
الثاني.. من حق الثورة السورية علينا.. وهي إحدى أزكى الثورات (...)
إن ما ينبت من فكر قتالي.. على ضفاف الدين.. أو في صلب تأويل متعسف لمدلول قرآني.. يتحول لاحقا إلى منطلق عبثي لإثارة الرعب بين الناس.. وإشاعة الفوضى في الطرقات.. ولن يكون جهادا بأية صورة.. ولن يكونه تحت أي طائل أو مبرر أو عنوان.. بل يكشف عن خلل فادح في (...)
في السياق ذاته.. اختبر العالم الإسلامي نماذج أخرى من الحركات الموصوفة بالإسلامية التي سعت لإقامة إماراتها الخاصة.. في أفغانستان واليمن والصومال.. وكان أكثر ما ميزها:
1 استنادها إلى فكرة الاستقطاع الجغرافي.. حيث تستولي عنوة على مساحة من أرض الدولة (...)
للثورة السورية ميزة تاريخية.. ولعلها الثورة الشعبية الوحيدة التي عرّت العالم برمته.. وأسقطت عنه آخر ورقة توت كان يتستر بها عن العيون.
ففي مواقفه.. كما في ممارساته وتصريحاته.. تجلى هذا العالم – إلا من قلة قليلة منه – مكشوف السوأة.. متجردا من لباسه (...)
في الهندسة.. يقررون أن «أقصر مسافة بين نقطتين.. هي الخط المستقيم».. بمعنى.. إذا أردت ربح الوقت والاقتصاد في الكلفة.. لا داعي أن تلتف وتدور.. ولا جدوى من أن تقفز في الفراغ أو تغوص في المتاهات.. فكلاهما مسار.. لا يفضي بك إلى نتيجة.. ولا يبلغ بك إلى (...)
لواستطعت أن أراك لفعلت.. لا لأني أرغب في التقرب منك.. بل لأني أريد التفرس في هذا المسخ.. الذي نصفه إنسانا.. ونصفه حيوانا.. على غرار أبي الهول.. أريد أن أتحسس جسدك.. أمن لحم وعظم هو.. أم إن خلاياه من كلس وخشب؟ وما طبيعة الأشياء الموجودة في دماغك؟ وما (...)
لو كنت صانع قرار في هذا البلد.. لبادرت دون تردد إلى طرد السفير السوري من الجزائر.... ولأمرته بتوضيب حقيبته.. والرحيل حالا.. دون أن يلتفت وراءه.. ولقلت له.. أنت شخص غير مرغوب فيك.. ولا في الذين أرسلوك.. اذهب غير مأسوف عليك.. « فمن يقتل شعبه.. لا يحق (...)
من يجهل صورة الطيف الأسود.. الذي يتجلى خلف الستار.. يدير اللعبة في صمت.. ويحرك الخيوط بخفة ورشاقة.. ويرسم مسار الأحداث بقلم الرصاص .. ويحدد مدارات «الأجرام» السياسية.. وسرعتها.. وقوة جاذبيتها.. وينهي اللعبة متى شاء.. وكيفما أراد.. أقول: من لا يعرف (...)
مقاطعة الانتخابات موقف سياسي.. أما عدم المبالاة فخراب عقلي.. وكلاهما في بلد كالجزائر عنوان لقِصر النظر.. وخدمة مجانية تسدى للديكتاتورية.. التي تشكر الجميع على هذا الجميل.. وتتمنى لهم طول العمر.
تزوير الانتخابات قلة حياء.. وقبح أخلاقي.. وفساد (...)
هذه المرة.. كنت أتمنى أن ننفض الغبار المتراكم على أرواحنا وأجسادنا منذ عشرين عاما.. ونتخفف ولو قليلا من أحمال عشريتين ثقيلتين ومؤلمتين جدا.. ونخرج إلى الفضاء المفتوح.. لتعبئة رئاتنا بهواء نقي.. خال من الملوثات والجراثيم.. ونسمح لأنفسنا بالتحليق (...)
الجزائر بلد الحيرات.. فما إن يتخلص المرء من حيرة.. حتى تحاصره أخرى.. وما إن يغادر تيها.. حتى يقع في غيره.. وما إن يحل لغزا.. حتى يكتنفه لغز أعقد منه.. فما من طريقة ليطمئن المرء في هذا البلد؟
لو كنا في مكان آخر.. لصدقنا كل ما يقال لنا بشأن (...)
هل تحولت الصناديق على تعدد أشكالها ووظائفها إلى لعنة تطارد الجزائريين.. وكابوسا يؤرقهم في اليقظة والمنام.. فحيث يوجد صندوق يطل ثعبان برأسه.. يريد أن يلدغ الناس؟
تاريخيا.. بدأت أزمتنا مع الصناديق.. حين دعا الرئيس أحمد بن بلة الجزائريين إلى (...)
الكذب.. والتزوير.. والمغالطة.. عملات صعبة في زمن الانتخابات.. لا بسبب ندرتها.. بل لكونها مجال المضاربة الوحيد.. الذي ينشط فيه الغشاشون.. ويديرون فيه أعمالهم ببراعة منقطعة النظير.. ويحققون من ورائه أرباحا وفيرة.. تغني أحفادهم إلى الجيل (...)
لا أدري لمَ نبدو مختلفين عن العالم... كأننا ولدنا من جينات غير بشرية... أو جئنا من كوكب يقع خارج حدود المجرة؟
لا شيء في حياتنا ينتمي إلى هذا الكون... سوى أننا موجودون فيه... أي إننا نزلاء المكان لا غير... وما عدا ذلك... فنحن نظهر ككائنات أسطورية (...)
عادة ما يردد المحامون مزحة تقول.. (القانون حمار).. وكم مرة تساءلت: ماذا يعني أن يكون القانون حمارا..؟ ولماذا يقع الاختيار على الحمار بعينه؟ وهل ننتخب برلمانا لينجب لنا أغبى حيوان على وجه الأرض..؟ وأين المفر.. لو تكاثرت هذه الحمر.. وحاصرتنا من كل (...)
في غمرة الصدام القائم بين أنصار الشريعة وخصومها.. ثمة من يؤمن بأن الشريعة هي ملاذنا الوحيد والأخير.. للخلاص من نكباتنا وأمراضنا المستعصية.. وفي المقابل.. ثمة من يدعي أن الشريعة.. غير مؤهلة لحكم مجتمع ينتمي للقرن الحادي والعشرين.. ويسوق تهمه تحت (...)
تبدأ حفلة الاستقبال التي يعدها الجلاد على شرف الضحية .. في مكان اعتقاله .. في البيت أو المزرعة أو الشارع أو ممر النزوح .. و في لحظة الاعتقال تحديدا تبدأ المعاناة ( الضرب المبرح بالعصي وأعقاب البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة ) .. (...)
خطيئة واحدة ألقت الشيطان الرجيم خارج الجنة·· وخطيئة سياسية واحدة·· كافية لرمي صاحبها في الجحيم·· أليس هذا حال السيد غزالي·· رئيس الحكومة الأسبق لمن لا يعرفه من جيل ما بعد 1991 ؟
كثيرون أنشب التاريخ أظافره في رقابهم·· فسالت دماؤهم·· قبل أن ينزفوا (...)
السيد رضا مالك··
كنت أتمنى ألا تتكلم·· لا لأن الصمت حكمة·· بل لأنك تكلمت كثيرا·· وفعلت كثيرا·· وحكمت كثيرا·· وفي ذلك·· ما يغنيك عن مزيد من الكلام·· ويغنينا عن مزيد من الألم·
كنت أود أن تركن إلى الصمت·· فتريح نفسك·· وتريح الناس من عناء الاستماع (...)