تسببت الأمطار التي تهاطلت خلال اليومين الماضيين إلى بلوغ السيول مستويات عالية ببلديات الشلف بفعل الحفر العميقة التي تطبع مختلف الطرقات الرئيسية وانسداد مجاريها المائية التي تنتظر التفاتة صارمة من السلطات المحلية للحد من مخاطر وخيمة تهدد على الدوام أرواح المواطنين .كما كان الشأن في حوادث الشرف، الشلاشلية في فقدان الطفل غانم نصر الدين ومصرع الأشخاص الأربعة العام الماضي. شهدت بلدية عاصمة الولاية أمس، غرق معظم الطرقات على غرار أحياء السلام، الشرفة، بن سونة ومفترق الطرق المؤدي إلى حي لالا عودة بالجهة الجنوبية أو النموذج الحي لفساد الطرقات في نظر المراقبين لواقع طرقات الشلف، حيث لم تقو على مقاومة السيول التي تدفقت على المدينة وغرقت في أوحال مياه الأمطار واختلاطها بالفضلات والأوساخ التي لم تتوقف عند حد المكان وتسربت إلى مواقع إدارية، والأمر الذي لفت انتباه المارة والمشاة هو عدم انتباه لحالة مفترق الطرق الذي يتوسط حيي السلام ولالا عودة، حيث لم يعد في إمكان الراجلين السير لارتفاع منسوب مياه الأمطار، حتى أنهم لم يتمكنوا من استغلال الأرصفة المهترئة برغم من حداثة إنجازها، ما عرقل استعمالها، دون رقابة من السلطات المحلية في هذا الأمر، وضاعف ذلك من صعوبات تنقل الراجلين خاصة منهم الأطفال الصغار، وطالب السكان بإصلاح ما يمكن إصلاحه هناك. الشطية من جهتها لم تسلم من تبعات الأمطار، فقد عرفت تدفقا للسيول المائية من المرتفعات مصحوبة بالأتربة نظرا لبقاء الطرقات على حالها دون تزفيت، وأدت تلك الأتربة إلى غلق وسد أغلب قنوات المجاري المائية التي عرقلت التخلص منها ناهيك عن قلة المجاري التي تحول دون وقوع أضرار، الوضع المتردي هذا قال عنه السكان بأنه إجحاف في حقهم من طرف السلطات المحلية، ويطالبون في هذا الخصوص بحل المشكلة التي علقوا بها طيلة استقرارهم بالمكان إلى يومنا هذا. أما بلدية أولاد فارس فهي الأخرى غرقت بأوحال الفيضانات في أغلب شوارعها، وهي حالة مزرية اعتادت عليها البلدية الغارقة في مشاكل المنتخبين على خلفية إقدام تسعة منتخبين على سحب الثقة من رئيس البلدية الذي لم يقدم استقالته لحفظ ماء الوجه ولم يقرر والي الشلف حل الاشكالية، ما أدى بتأزم الأوضاع في أولاد فارس خاصة بالمناطق التي توصف بالمهمشة والمنعزلة نوعا ما، رغم عمرانها بالسكان، فثمة طرقات تقع وسط المدينة المسماة ''بالقطب الجامعي'' لم تعد في إمكان مستعمليها ارتيادها. وما زاد الطين بلة هو ما خلفته عمليات أشغال الحفر في طرقات الولاية كما هو الحال عليه في مدينة الشلف التي تحولت إلى ميادين حرب بسبب دخول المواطنين بشكل دوري في مواجهات مع الطرقات كلما تدفقت الامطار على المدينة، والتي بقيت على حالها وعادت بالسلب على السائقين، وحتى الراجلين الذين امتنعوا عن الخروج من منازلهم في تلك الأوقات، على غرار مفترق الطرق، الكفافسة، أولاد محمد بالمناطق 10 ,05 و,11 بن سونة، الحمادية في الجزء الغربي لعاصمة الولاية، هذا الواقع المر الذي تشاءم منه أعيان المدينة، وما نتج عن تلك الحفر التي ظلت على حالها، دفع مؤخرا برئيس حزب عهد 54 بالشلف عبد القادر سرباح بتسليط الضوء على وضع طرقات الولاية، عرجا على أنفاق المال العام في مشاريع هامشية لا يرجى من خلفها طائل، كاشفا عن عيوب جمة أبانت عنها الأمطار الأخيرة، على وجه الخصوص مشاريع تعبيد الطرقات المنجزة حديثا التي باتت تبعث الاشمئزاز في نفوس غالبية المواطنين.