ها هي خرجة أخرى يسجلها قطاع التربية بوهران، بعد أن أضحى الأخير يتميز بخرجاته الفريدة من نوعها، فبعد ظاهرة العنف بالأوساط التربوية والتسرب المدرسي الذي يشهد ارتفاعا جد محسوس، تأتي الآن ظاهرة أخرى أضحت تشهدها إحدى المؤسسات التربوية المتواجدة بحي بلقايد التابع لبلدية بئر الجير شرق ولاية وهران، والمتعلقة بممارسة إحدى المشعوذات المعروفة باسم شوافة بالجهة الغربية من الولاية لنشاطها بأحد أقسام المؤسسة. مع العلم أن مسؤولي المؤسسة المذكورة على دراية بالأمر -حسب ما أفادت به مصادر مطلعة تقطن بالحي- الذي تتواجد به المؤسسة التربوية، والتي لم تحرك بدورها ساكنا. المشعوذة هاته أضحت تمارس طقوس العرافة وغيرها من الأعمال بهذه المؤسسة. مع العلم أنها تستقطب عددا من الزبائن لايستهان به أضحوا يتوافدون على هذه العرافة لقضاء حاجياتهم من الزهر والميمون والإسراع بالزواج للعوانس وغيرها والتي تدخل بطريقة أو بأخرى في الغيب وما وراءه. فللمدرسة أو المؤسسة التربوية مهام من المفترض أنها بنيت لأجلها ولأجل تعليم الأجيال الصاعدة وتكوينها، إلا أن الغرض الذي أنجزت له، يبقى بعيدا كل البعد عما ذكرناه آنف. لذلك، فإن مديرية التربية بوهران مطالبة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المهزلة التي يشهدها قطاعها والتي من شأنها بشكل أو بآخر، التأثير على التلاميذ المتمدرسين بهذه المؤسسة التربوية وحتى على تحصيلهم الدراسي من خلال أخذهم القدوة من هاته المشعوذة.هذه الظاهرة التي يشهدها القطاع بعاصمة الغرب الجزائري، تكشف حجم التناقضات التي يعيشها القطاع بالولاية. وفي الوقت الذي تشغل فيه هاته المشعوذة إحدى غرف أو أقسام المؤسسة، يعاني المئات إن لم نقل عشرات الآلاف من التلاميذ من الاكتظاظ الذي نجم عن الإصلاحات التي تسببت في ظاهرة العنف في الأوساط المدرسية، في مؤشر جد خطير بعد أن تم تسجيل خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الجارية، 62 حالة عنف، 51 منها سجلت بين التلاميذ فيما بينهم. أما ال20 حالة الأخرى فراح ضحيتها أساتذة على أيدي تلامذتهم، هذه النتائج الكارثية كشف عنها مدير التربية بولاية وهران من خلال الندوة الصحفية التي عقدها، وكانت البلاد قد أشارت إليها في أعدادها السابقة.